إعادة النظر في مفهوم "المعرفة": هل هي مصدر قوة أم عبء؟

بالنظر إلى النقاش السابق، يبدو واضحاً أن الوصول إلى المعرفة وتقاسمها عبر شفافية أكبر يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل بكثير مما لو كانت محظورة خلف بوابات الملكية الفكرية وحدود الأنظمة التعليمية التقليدية.

لكن السؤال الآن: هل هذا يعني أن المعرفة نفسها هي سر قوة الحضارات الحديثة؟

وهل هناك جوانب أخرى لهذا المفهوم العملاق؟

ربما حان الوقت لفحص الجانب الآخر لهذه العملة المعدنية – جانب العبء.

عندما يتم جمع كم هائل من البيانات والمعلومات بسرعة فائقة، كيف يتم فرزها وترتيب أولوياتها واستيعابها فعليا؟

إن تدفق المعلومات بلا رحمة قد يجعل المرء يشعر بالإغراق والغرق وسط موج البحر الرقمي اللامتناهي.

وهنا يأتي دور الفهم، والذي غالبًا ما يتجاهله الكثيرون لصالح الكم الهائل للمعرفة الخام غير المصقولة.

إذن، لماذا لا نفكر فيما يلي: بدلا من اعتبار المعرفة مجرد تراكم لكمية ضخمة منها، لنعد تعريف مصطلح "المعرفي".

فلنركز أكثر على نوعية وفائدة تلك المعارف، ولنشجع التفسير الشخصي والاستنباط الخاص بها بدل قبول الحقائق بوجه عام كما تقدم إلينا اليوم.

بهذه الطريقة فقط نستطيع استخدام قوة عقولنا الجماعية لتحقيق شيء ذو معنى أكبر وأعمق مما تعرض علينا يوميا تحت مظلة التقدم العلمي والتكنولوجي الحالي.

في النهاية، الأمر يتعلق بإيجاد نقطة الوسط بين الحفاظ على سلامتك داخل عالم معرفتك الخاصة وبين الانفتاح على اكتساب رؤى ومعلومات خارجية جديدة ومختلفة عما اعتدت عليه سابقا.

وهذا بالضبط جوهر الحياة ذاتها منذ بدء الخليقة وحتى يوم الناس هذا - البحث الدائم عن التوازن والتكيّف مع الظروف المتغيرة باستمرار!

#والقيم #الشعاع #والموازنة #society #والعشرين

1 הערות