فهم مستويات القياس وأسراره الكامنة في القرآن والسوق الاقتصادي الحديث

في رحلتنا لاستخراج الحكمة والمعاني الغنية من النصوص المقدسة وفي نفس الوقت التنقل عبر تعقيدات الاقتصاد العالمي الحالي؛ سنركز أولاً على مفهوم 'المستوى القياسي' ثم نحول تركيزنا لفحص السياقات الخاصة بالنصوص القرآنية وكيف أنها تكشف عن صفات حقيقة الرسالة السماوية وعمق الحكم الشرعي فيها.

وبالنسبة للاقتصاد؛ سوف نتعامل مع التقلبات المستمرة والمتغيرات الجوهرية الموجودة في عالم العملات المشفرة.

المستوى القياسي - رحلة من الأساسي للمعقد:

المقياس الاسمي: هو الأكثر بدائية حيث يتم التصنيف فقط ولا يوجد ترتيب منطقي واضح.

تخيل قائمة بسيطة بأنواع السيارات المختلفة – تويوتا وهوندا وفورد– كل منها مجرد تسمية دون أي ارتباط تسلسلي بينهم.

هذا النوع مشابه لأشياء كثيرة يومية حولنا كالأنواع العديدة للنباتات والألوان وأنواع الحيوانات وما إلى ذلك.

.

فالجميع لديهم قيمة اسمية صرفة ولكن بدون وجود صلة تربط أحدها بالأخر بشكل مباشر إلا لو قررت أنت وضع نظام معين لهم!

المستوى الترتيبي:

يزداد الأمر شيئاً فشيئاً عندما نضيف بعد الأولوية النسبية كما يحدث مثلا عند قياس رضا العملاء حيث يتدرجون بدءاً من عالي وحتى منخفض وهكذا دواليك.

.

.

هنا يصبح لديك القدرة لمعرفة مدى قرب شيءٍ ما من الآخر ولكنه لن يعكس الفارق العددي الحقيقي لأن المسافات بين المراحل غير معروفة لدينا مسبقا وليس هنالك وحدة مشتركة لقياس تلك الفوارق بها.

مستوى الفاصل:

وهو أكثر تقدما لأنه يسمح بتحديد المسافات بطريقة موضوعية وذلك بسبب أنه يستخدم نقاط انطلاق واضحة (أصفار اصطلاحية).

ومن الأمثلة الشهيرة عليه درجة الحرارة بالسيلزيوس إذ نقيس الفرق بين نقطتي التجمد والغليان للمياه كخطوتين فاصلتين رئيسيتين وبالتالي نستطيع حساب الاختلافات الفعلية بينهما مهما اختلفت مواقعهما أما بالنسبة للأصفار المطلقة فهو ليس كذلك فمثلا لاتوجد حرارة سالبة بمعنى كون الجسم بارداً للغاية بل إن الصفر سيلزيوس هو ببساطة درجة ذوبان الثلوج وليست نهاية لانخفاض الطاقة الحرارية.

وهذا أيضا ينطبق أيضاً علي اختبار الذكاء حيث يمكن تحديد مكان الشخص بالضبط بناء علي نتائج الاختبار ولكن مرة أخري هذه النتائج مبنية علي أسس اعتباطية بعيدة كل البعد عن الطبيعة البشرية نفسها وبالتالي يجب التعامل معه بحذر شديد خصوصا عندما نحاول تفسيره اجتماعيا وسياسياً.

المستوى النسبي:

هو الأعلى درجة وهو الوحيد الذي يوفر جميع الخصائص السابقة