مستقبل التعليم: تحديات وفرص في زمن التحول الرقمي مع تزايد حدَّة الصدام العالمي والانشقاقات الجغرافية السياسية، كما نشاهد حاليًا في أوروبا الشرقية، لا بدّ من تسليط الضوء على أهمية التعليم باعتباره الأساس المتين لبناء المجتمعات القادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.

وفي نفس السياق، عندما نتأمل تاريخ الحضارات القديمة، كالحضارة الكوشية العريقة والتي برعت في مجالات عدّة منها الكتابة والفنون والصناعات، نلاحظ الدور الكبير الذي لعبته عوامل مثل انتقال السلطات والمعارف عبر الأجيال.

إنَّ قضية التعليم تواجه العديد من العقبات الحديثة كتغير مناهجه تبعًا للموضات الاجتماعية والإيديولوجية المختلفة والتي غالبًا ما تكون بعيدة كل البعد عن الواقع العملي والاقتصادي للطالب.

بالإضافة لذلك، هناك نقص واضح في الاستثمار الحكومي الخاص بهذا القطاع الحيوي مما يؤدي لحالة مزرية لمعظم المرافق التعليمية وعدم وجود كوادر مؤهلة بشكل كامل.

لكن وسط هذه الظروف الصعبة، تبقى فرصة كبيرة أمام الدول النامية لتجاوز خطوات سبق خطاها الغير قادرة على اللحاق بركب الثورة الصناعية الخامسة.

فعلى سبيل المثال، تستطيع مؤسسات تعليمية حديثة ومتطورة باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز وغيرها الكثير نقل الطالب لعصور مختلفة وفهم التاريخ والجغرافيا بطرق مبتكرة ومرنة.

كذلك بإمكان المنظومات المبنية على الذكاء الاصطناعى تحليل بيانات الطلاب وأساليب دراستهم الشخصية وبالتالي تصميم منهج تعليمي يناسب ميوله ويضمن مستوى أفضل بكثير مقارنة بالنظام التقليدي الجامد.

ختامًا، لا يوجد حل سحرى لهذه المسألة الملحة ولكنه يتطلب جهد جماعي مشترك لكل شرائح المجتمع بداية بحكام البلد وانتهاء بالفرد نفسه والذي عليه اختيار طريق التعلم مدى الحياة عوض انتظار الحكومة توفير مقعد جامعي فقط.

فحاضر مصر اقوى شعوب الأرض سابقًا ينتشر الآن عبء كبير عليه وعلى اخوانه العرب لتحقيق نهضة علمية شاملة ولتبقى راية العلم خفاقة عالية فوق رؤوس الجميع مهما بلغت سرعة دوران الكرة الارضية حول محورها.

(عدد الأحرف : 267 )

1 Kommentarer