من يملك السرد؟

السرد يحدد الواقع؛ إنه ما يعطي المعنى للعالم من حولنا، ويحدد قيمنا وأهدافنا.

لكن من يملك السرد اليوم؟

هل هو النخب السياسية والاقتصادية التي تروج لأوهام النمو والازدهار بينما تستنزف موارد الكوكب وتوسع الفجوات الاجتماعية؟

أم أنه الشعب الذي يسعى لبناء سرد بديل يستند إلى العدالة والاستدامة والتنوع الثقافي؟

لقد أصبح واضباً أن الأنظمة الاقتصادية العالمية الحالية مبنية على افتراضات خاطئة تؤدي إلى انهيارات متكررة وعدم استقرار.

كما أن الخطاب الطوباوي حول "التسامح" يخفي غالباً رفضاً عميقاً للاختلاف وتمسكاً بالهيمنة.

لذلك، فإن تحدي امتلاك السرد هو التحدي المركزي لمستقبل الإنسانية.

السرد الجديد يجب أن ينبع من قاعدة واسعة تضم جميع الأصوات والمجموعات الاجتماعية المختلفة، وأن يعكس طموحات الجميع وليس فقط النخبة.

وهذا يعني ضرورة وجود آليات مؤسساتية وسياسية تسمح بتمثيل حقيقي وشامل للمجتععات المتعددة الثقافات.

ويمكن تحقيق ذلك عبر إصلاح التعليم ورعاية الفنون والثقافة المحلية وتشجيع الإعلام الحر والمتنوع.

عندما يصبح لدى الناس القدرة على رواية قصصهم الخاصة، وعندما يتحقق الاعتراف والاحترام بالتنوع، عندها فقط يمكن لنا أن نبني عالماً أفضل.

إن امتلاك السرد يعني اتخاذ زمام المبادرة نحو غدٍ أكثر عدالة وإنصافاً.

فلنرتقِ بسردنا الخاص ونعيد كتابة تاريخنا الجماعي.

1 Reacties