هل تساءلت يومًا عن العلاقة بين صحتنا الداخلية وصحتنا الجسدية؟

بينما نسعى لتحقيق الجمال والنضارة من خلال العناية بالفم والبشرة، لا بد وأن ننظر إلى الصورة الأكبر؛ صورة الإنسان ككيان شامل يتكامل فيه الجسم والعقل والروح.

إن تركيزنا على اللمسة النهائية للصورة (الصحة البدنية) مهم بلا شك، لكن هل فكرنا يومًا فيما إذا كانت نفاياتنا النفسية والعاطفية تؤثر أيضًا على مظهرنا العام وشعورنا تجاه أنفسنا؟

في عالمٍ يتعالى فيه صوت الماديات والرغبات الآنية، غالبًا ما نهمل جوانب أساسية في كياننا الإنساني مثل السلام الداخلي والرضى الذاتي.

فعلى سبيل المثال، حين يعمد المرء إلى استخدام تقنيات التنظيف العميق للبشرة ويهتم بممارسة رياضة معينة للحفاظ على لياقة جسده، فهو يقوم بذلك لأنه آمن بأن نتائج جهوده ستتجلى عليه خارجيًا.

ومع ذلك، ماذا لو طبق نفس المنطق على حالته المزاجية الداخلية؟

إذ يمكن اعتبار كل فعل عدواني أو سلبي موجه نحو نفسه نوعًا من "الملوثات الداخلية"، والتي بدورها تتطلب عملية "تنظيف عميقة".

وبالتالي، سيصبح لدى الشخص بعد فترة شعوره بالإيجابية والقبول أكبر حيال مظهره وتقبل ذاته أكثر مقارنة بحاله الأولى الذي لم يكن فيها سعيد القلب.

إنها معادلة بسيطة؛ فالجمال يصل بنا لأعلى درجات الكمال عندما نعترف بوجود عنصر آخر بجانب مظاهر الحياة المادية وهو سلام روحك وسكينتها وهدوء بالك أمام صفائها وصفاؤها.

لذلك فلنجعل هدفنا ليس فقط بلوغ أعلى مراحل الصحة البدنية، وإنما الوصول لمعايير رفيعة تبث الطمأنينة والثقة بالنفس لما لهذين العنصرين من قوة جبارة قادرون بإذن الله تعالى على تحويل واقع حياتكم رأسا على عقب نحو الأحسن والأفضل دوما بإذنه سبحانه.

.

1 注释