صوت الصمت: سكون يولد فهمًا في وسط زوبعة الحياة اليومية، قد يبدو الهدوء والانفراد خيارًا غير ممكن.

لكن، بالحديث عن الصمت باعتباره صوتًا مختلفًا، يمكننا البدء برسم صورة مختلفة.

فالصمت لا يعني غياب التواصل أو الخلو من المشاعر، وإنما هو فترة راحة ذهنية تسمح للعقل بمعالجة كل ما اعتاده.

فهو بمثابة لحظة استراحة بين فقرات حياة مزدحمة، تمنح الفرصة لاسترجاع الذكريات وتنظيمها بشكل منطقي ومدروس.

ووفقًا لنظرية جان بياجيه حول المراحل المعرفية النمائية للإنسان، فإن الصمت يشكل عنصرًا أساسيًا في عملية التعلم والاستيعاب الذهني.

فخلال المرحلة الحسية، يستقبل الطفل الكثير من المدخلات الخارجية ويحاول تفسيرها بدلالاته الخاصة.

بعدها، يدخل العقل في وضع الاستقبال الداخلي والمعالجة والصمت هنا مجال واسع للتأمل وطرح المزيد من الاستفسارات.

وفي نهاية المطاف، عند بلوغ مرحلة التشغيل المجرد، يتمكن الفرد من تحليل الظواهر واستنباط العلاقات السببية بين الأشياء وذلك نتيجة لهذا الهضم السابق لكل البيانات التي تلقاها عقليا وجسديا أثناء وجوده ضمن بيئة محمّسة بصريًا وسَمْعيًا وزمانيًا.

وهذا يؤكد أهمية خلق فسحة من السلام الداخلي كي تزدهر ملكتنا الإبداعية وتعطي نتائج علمية متينة.

ختاماً، يعد الصمت أحد أرقى أشكال الاتصال لأنه يقدم رسائل هادئة تحمل معنى عميقاً.

إنه ليس نقصاناً، ولكنه امتلاء داخلي يُطلق سراحه نحو الخارج عندما نحتاجه لنشاطر الآخرين تجارب حياتنا الشخصية والمشاركة الجماعية فيها!

1 Comentarios