التحدي الداخلي.

.

عندما تصبح التكنولوجيا سيفاً ذا حدّين!

تواجه إسرائيل اليوم تحدياً داخلياً خطيراً يتمثل في رفض بعض جنودها مدّ خدمتهم العسكرية ضمن مشروع قانون مثير للجدل يعرف بـ"القانون 77"، والذي ينص على زيادة مدة تجنيد المجندين بما يصل إلى ثلاثة أشهر أخرى.

هذا القرار أثار غضب العديد منهم الذين يرَوْن فيه انتهاكا لحقوقهم الأساسية خاصة وأن معظم أولياء الأمور يعيشون خارج البلاد وهم غير قادرين مادياً على تحمل تبعات مثل هذه الخطوة المفاجئة حسب رأيهم الشخصي.

وفي الوقت نفسه، فإن دراسة التاريخ الإسلامي توضح لنا أهمية التعامل مع الخلافات والثورات الداخلية بحكمة وصبر.

فعند تأسيس الدولة الأموية الأولى بالأندلس مثلاً، واجه الداخل بنو أمية تمرداً من قبل العرب اليمنين الذين شكّلوا نسبة كبيرة حينذاك.

فاستعان بابن صباح أحد القادة البارزين لدى أهل الجنوب كوسيلة لكسب ود القبائل الثائرة ومن ثم فرض سطوتهم شيئا فشيء حتى أصبح الجميع ملتزمين بالقوانين الجديدة للدولة الناشئة حديثا.

كما أنه يجب الانتباه دائما وفحص أي أسلوب يستخدم سواء كان ذلك للاستقرار السياسي والاستراتيجي أم مجرد ذرائع مبطن بها كراهية وعداوة ضد مجموعة معينة داخل المجتمع الواحد مهما اختلفت مشاربها وانتماءاتها الفردية والجغرافية وغيرها الكثير.

.

.

إن فهم الماضي يساعد كثيرا لفهم حاضرنا ومشكلات عصرنا الحديث وكيف نواجه عقبات الطريق بسلاسة أكبر وبدون خسائر جسيمة تدمر مستقبل الشعوب والحضارتين غربيتها وشرقيته!

!

وفي عالمنا الرقمي سريع التحولات، حيث أصبحت التكنولوجيا أكثر تأثيراً، يجب علينا التأكد دائما أنها لن تستغل سلباً ضد قيمنا الأخلاقيّة والإنسانية الرائعة.

فالبعض يرى أنها انعكاس لما نحمله داخليا ولكن الواقع يقول عكس هذا تماما فهي تعمل كمحرك رئيسي يقوم بتغييرات جذرية بمنظومات القيم والمعتقد والأخلاق لدينا بغض النظر عما نشعر نحوه منها سابقا.

لذلك يتوجب علينا اليقضة دوماً ومتابعة الأحداث لحظة وقوعها لاتقاء مخاطر سوء استخدام الأدوات الإلكترونية وما قد ينتج عنها مستقبلا من نتائج وخيمة ستكون سبباً رئيسيا لانهيار أخلاقي حضاري شامل لكل مكوناته المختلفة.

هل سنظل نتجاهل خطر الاختلال الوشيك لقيم الضمير الحي أم سنتخذ إجراء وقائيا فوريا يحافظ عليها ويرعاها؟

!

1 Reacties