هل سيصبح الذكاء الاصطناعي حارس أخلاقي للمستقبل الرقمي ؟

!

في عالم حيث يتداخل الواقع المادي مع العالم الافتراضي بشكل متزايد ، أصبح السؤال الذي طرحته سابقاً أكثر أهمية : كيف سنضمن عدم تحول التكنولوجيا الحديثة ، وخاصة الذكاء الاصطناعي (AI) ، إلى سلطة عليا تقرر مصائرنا وتحدد أولويات الرفاه الاجتماعي على حساب العدالة الفردية وحقوق الإنسان الأساسية؟

تخيلوا مستقبلاً تُدار فيه المدن بكاملها بواسطة برامج ذكية تقوم بتقسيم موارد الطاقة والنقل والإسكان وفق معايير كفاءتها الحاسوبية فقط.

.

.

بلا اعتبار لمعاناة الفقراء وظروف المجتمعات المهمشة.

.

.

.

هذا السيناريو ليس بعيدا عن احتمالات القرن الواحد والعشرين إن لم نضع ضوابط صارمة الآن !

إن المناقشة اللازمة اليوم لا تتعلق فقط بإنجازات البحث العلمي الرائع في مجال طب البيانات والتعلم الآلي وغيرها من التطبيقات العملية لتلك الثورة التقنية ؛ وإنما تتركز أيضا –بل وربما بالأحرى– حول فهم التأثير الطويل المدى لهذه الاختراعات الجديدة والتي ستغير جذرياً مفهومنا الحالي للمسؤولية والقانون والحقيقة ذاتهما .

فعلى سبيل المثال، ما الضمانات القانونية المتاحة ضد قرارات الخوارزميات المتحيزة اجتماعياً؟

وهل يكفي الاعتماد على الشفافية الأخلاقية لمنظمي البرمجيات أم أنه ينقص الأمر نظام رقابة دولي مستقل يحمي خصوصيتنا ويحافظ على حق المواطنين في اتخاذ القرارت المتعلقة بحياتهم الخاصة؟

!

بالتأكيد هناك حاجة ماسّة لاستيعاب الدروس المستخرجة من التاريخ عند التعامل مع أي تقدم حضاري كبير ؛ فالابتكار العلمي دائما ما صاحبته مخاطر جانبية قابلة للتلاعب والاستخدام السيئ .

.

.

لذلك فلنتعلم من الماضي ونعمل سويا لبناء حاضراً مستنيرا ومستقبلا مشرقا للإنسان وللتكنولوجيا كذلك .

1 تبصرے