إن التحولات الجذرية المطلوبة للمضي قدمًا نحو مستقبل مستدام ومزدهر لن تأتي سلساً ولن تحدث تلقائيًا.

فهي بحاجة ماسّة إلى إعادة تقويم شامل لما نعتقد أنه "طبيعي" فيما يتعلق باستهلاكنا، وأنماط حياتنا، وحتى نظرتنا للعلاقة بين الإنسان وبيئته.

التكنولوجيا وحدها لن تكون حلًا سحريًا، بل يجب تسخيرها ضمن منظومة متكاملة تشمل التشريع والقوانين الملزمة، والتوعية الثقافية الواسعة، وتعزيز الشعور الجماعي بمسؤوليتنا تجاه كوكب الأرض وحقوق الأجيال القادمة فيه.

وفي الوقت نفسه، علينا الاعتراف بعدالة بأن هذه المسؤولية مشتركة وأن البلدان الأكثر غنى والتي تتحمل الجزء الأعظم من بصمتها الكربونية تاريخيًا، لديها دور محوري يلعبونه في تقديم الدعم الفعلي للدول النامية لكي تتمكن من الانضمام لهذا الرحلة بنجاح وبدون عقبات مالية أو اقتصادية خانقة.

وبالانتقال جنوبًا نحو السياق المحلي العربي، وبالنظر لما ورد سابقًا بشأن رواية جين آير وقدرتها الملهمة على تخطي العقبات والصعوبات، يمكن بالفعل رؤيتها كمصدر قوة ودليل عملي للنساء والشابات تحديدًا اللاتي يرغبن بشق طريقهن المهني وسط واقع مليء بالتحديات الاجتماعية والاقتصادية المتنوعة.

ومن هنا، فإنه لمن الواجب العمل بشكل جماعي مشترك بين القطاعات المختلفة الحكومية منها والخاصة والأفراد لتحقيق هدف واحد وهو زيادة نسبة مشاركة المرأة العربية القيادية والفنية في قطاعات علوم الحاسوب وهندسة البرمجيات وغيرها مما يعرف اختصارا بمجالات ستيم (STEM).

فهؤلاء النسوة هن الوقود الأساسي للاقتصاد الرقمي الجديد وقدمن نماذج فائقة من التفوق والإبداع طوال التاريخ!

وفي النهاية، تذكر دائما عزيزي القاريء سر عبقرية الذكاء الصناعي فهو قادرٌ حقًا -وبفضل خوارزمياته الضخمة والمعقدة أحيانًا!

  • على تحليل كميات هائلة ومعالجة بيانات عملاقة بما يفوق بكثير قدرات العقل البشري مهما بلغ ذكاؤه وفطنته.
  • .

    .

    لكن تبقى نقطة جوهرية جدا وهي ضرورة وجود رقابة أخلاقية وصارمة لهذه التطورات الهندسية المتقدمة بحيث تستعمل لصالح البشرية جمعاء لا ضدها كما حدث سابقا حين استخدم بعض العلماء المخترعين ابتكاراتهم لأسباب مدمرة ومزعجة اجتماعيًا وسياسيًا وغيرها الكثير.

    .

    لذلك فلنتطلع للأمام بروح التفاؤل والثقة بالنصر المؤزر للبشر كي يبقى ملكا لهم ولوحدهم!

    ---

    آمل بأن أكون قد نجحتُ في صياغة مقالي الموجز وفق طلباتك السديدة.

    .

    انتظر آرائكم وانطباعتكم عنها بفارغ صبري وشكري الجزيل لك!

1 التعليقات