نحو استغلال الذكاء الاصطناعي لصالح الإنسان في عالم اليوم سريع التغير، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ويؤثر على مختلف جوانب وجودنا البشري.

وبينما نشهد تقدماً ملحوظاً في تطبيقاته المختلفة، فإن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: كيف يمكن تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتحقيق الخير للبشرية وتعزيز رفاهيتها؟

الفقه الإسلامي والتكنولوجيا الحديثة هل يستطيع الفقه الإسلامي أن يتعايش ويتكيف مع العصر الرقمي والثورة الصناعية الرابعة؟

بالتأكيد!

إن مرونة الأحكام الشرعية وقدرتها على التطور عبر الاجتهادات العلمائية تسمحان بتحديث القواعد القانونية والدينية بما يناسب الواقع الجديد.

وهنا يأتي دور العلماء والمختصين لإعادة النظر في بعض المسائل المتعلقة بالمعاملات المالية والمعاصرة وغيرها، وذلك باستخدام الأدلة القطعية والنظر إليها بمنظور شمولي وعادل.

كما أنه من الواجب علينا كمستخدمين ومطورين لهذه التقنيات الجديدة أن نحرص على احترام القيم الأخلاقية والإسلامية أثناء تصميم واستخدام برمجيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي.

ويجب وضع ضوابط صارمة لمنع أي إساءة لاستخدامه بطريقة غير لائقة أو مخالفة للشريعة الغراء.

وبالتالي، ستضمن بذلك صلاحيته كأداة مساعدة للإنسانية جمعاء وليس فقط لمجموعة محددة منها كما يشير البعض إليه.

وفي هذا السياق تحديدًا، تعتبر الزكاة مثال واضح جداً حيث أنها ركن مهم جداً في الدين الإسلامي الحنيف وهي مرتبطة ارتباط وثيق بالأمور الاقتصادية والاجتماعية للمسلمين والعالم بأسره كذلك الأمر بالنسبة للتبرعات الخيريّة الأخرى والتي هدفها جميعها تحقيق المساواة وتقليص الفوارق الطبقية بين الناس بالإضافة طبعا لحل المشكلات المجتمعية الملحة مثل الجوع والبطالة.

.

.

إلخ.

ومن هنا تأتي الحاجة القصوى لوضع خطوط حمراء فيما يتعلق بكيفية تطبيق الأنظمة الذكية ضمن نطاق عمل المؤسسات المتخصصة بهذا المجال بحيث يتم التحكم بها بنفس الطريقة وكأن الشخص يكون تحت اشراف مباشر لهؤلاء الأشخاص حتى وان كانت القرارت اتوماتيكية نوعا ماهذه الخطوات ضرورية للغاية نظراً للحساسية الكبيرة المرتبطه بمثل هكذا موضوع والذي يعتبر مقدسا لدى الكثير ممن يعتنقون الديانة الاسلاميه.

بالتالي، يمكن القول بأن اندماج الذكاء الاصطناعي مع الحياة البشرية أمرٌ واقع ولا مفر منه ولكن يجب التعامل معه بحذر شديد خاصة عند التعامل مع الجانب الانساني والحفاظ دائما وابداً علي مباديء ومعتقدات الشعوب المختلفة واحترامها قدر الامكان.

وفي نهاية المطاف، تبقى المسؤولية مشتركة بين الجميع سواء كانوا صناعا لهذا النوع من البرامج او مستفيدون منها منهم علماء الدين الذين يقومون بالإشرف عليها وضبط عملها حسب الضوابط الموضوع

1 Kommentarer