الديناميكيات الخفية وراء تحالفات القوى الكبرى: هل هي حقاً انعكاس للاستقرار؟

في تحليل سلوك الدول المتحالفة والمتصارعة، قد يكون من المغري ربطه بمصلحتها الوطنية والاستقرار الإقليميين فقط.

لكن ماذا لو كانت هناك عوامل أخرى أكثر تجذراً وخفايا تعمل خلف الكواليس؟

إن دراسة تاريخ التحالفات تكشف نمطا متكرراً، حيث تتشكل الحلفاء والأعداء ليس فقط بسبب المصالح الاقتصادية والجيوستراتيجية الظاهرة، بل أيضاً تأثيراً للعوامل الثقافية والدينية وحتى الجينات البشرية!

فمثلاً، كيف نفسّر رفض بعض الحكومات الانخراط في اتفاقيات السلام طالما أنها ترى نفسها ضحية ظلم سابق؟

وهل يمكن اعتبار ذلك نتيجة مباشرة لتكوين فرائد اجتماعي معين يشجع على الصراع بدلاً من التعاون؟

وعلى صعيد آخر، لماذا يميل البعض لاعتبار تغير الأدوار بين الصديق والعدو أمرٌ مفاجئ وصادم بينما يعتبرونه جزء لا يتجزأ من لعبة الأمم؟

ربما لأننا نفتقد لمفهوم واضح لما هو ثابت وما هو متغير في علاقات الدول.

فالاستقرار السياسي والاقتصادي الداخلي للدولة يلعب دوراً محورياً في قراراتها الخارجية، وبالتالي فقد تبدو التحالفات اليوم مختلفة جذرياً عنها بالأمس، وذلك حسب الأزمة الداخلية آنذاك.

وأخيراً، ينبغي ألّا نتجاهل تأثير الإعلام العام ونشر الأخبار الزائفة ("Fake news") والذي أصبح سلاحاً قوياً في تشكيل الرأي العام وتوجيه بوصلته نحو الحرب أو السلام.

فهو قادرٌ على قلب الحقائق رأسًا على عقب وإعادة تعريف مفهوم العدو/الصديق وفق هواه وسياساته الخاصة.

ختاما، تبقى رسالة المقالة الأساسية هي الدعوة لإدراك عمق وعقدية قضايا العلاقات الدولية وعدم اختزالها بتقلبات سطحية ظاهرية كالتغير في اتجاه الرياح.

فعندها فقط سنتمكن من بناء سلام مستدام قائمعلى أسس راسخة وفهم شامل لديناميكية صنع القرار لدى مختلف دول العالم.

#إدارة #طرق #المشروعة #تمكن #الفني

1 Kommentarer