لا يوجد تناقض بين المدارس التقليدية والافتراضية.

.

كل منهما يقدم مزايا مختلفة ومكمِّـلٌ للآخر!

فالفصل الدراسي ينمي الروابط الاجتماعية ويبني أساسا صلبا للمعرفة لدى الطلاب الذين يعتمدونه كمصدر رئيسي لمعلوماتهم وأصدقاء لهم خارج نطاق العائلة فقط.

أما التعليم عن بعد فهو يوفر مرونة مطلوبة لمواكبة عالم متغير بوتيرة سريعة ويتيح الفرصة لكل طالب لتخصيص مساره العلمي حسب ميوله وقدراته المختلفة.

لذلك يجب علينا تبني كلا النهجين معا للحصول على أفضل النتائج الممكنة والتي تتماشى أيضا مع مبدأ المساواة حيث لا مجال هنا للاستثناءات بسبب الاختلافات الاقتصادية وغيرها.

ومن جانب آخر، فإن الانتقادات التي توجه للنظام الرأسمالي الحالي لها ما يبرره خاصة فيما يتعلق بالتلوث البيئي واستنزاف موارد الأرض غير المتجددة مقابل مكاسب آنية غير مستدامة.

وهذا يدعو فعليا لحوار شامل وجاد بخصوص بديل اقتصادي أكثر عدالة وصديقا للطبيعة مثل مفهوم الاقتصاد الدائري وغيرهما العديد من المقترحات الأخرى المطروحة بهذا الشأن.

وهنا يأتي الدور البالغ الأهمية للمؤسسات التعليمية فهي المصدر الرئيسي لتزويد شباب الوطن بمعارف معمقة وشاملة حول الموضوعات ذات الصلة بالإضافة لتوجيه طاقات الشباب نحو البحث العلمي والإبداعي لحلول عملية لمثل تلك القضايا الملحة والتي ستحدد مستقبل البشرية جمعاء.

وفي جميع الأحوال تبقى الثقافة المجتمعية عاملا مهما للغاية في نجاح أي مشروع إصلاحي لأن تغيير عقلية الناس ومعتقداتهم راسخة أمر ضروري للغاية لإنجاز أي خطوة اصلاحية كبيرة.

وبالحديث عن الاصلاح فللننظر الى تاريخنا الإسلامي وما شاهدناه فيه من نهضة علمية وحضارية عظيمة بدأت بتغييرات جذرية في العقليات والتطلعات حينما صحوت هممنا وطموحاتنا واتجهت نحو طلب العلم والمعرفة والسعي خلف العليا الانسانية السمحة.

ولا ننسى كذلك الدروس والعبر المستخلصة من رحلات الحجاج القدماء والصمود أمام المصاعب والتضحيات الجسام لتحقيق هدف نبيل وهو زيارة بيت الله الحرام والذي يعد جزء أصيلا وهاما جدا من عقيدة المسلمين منذ نشوئها وحتى يومنا هذا.

وكذلك الحال بالنسبة للنساء اللاتي يخضعن لفحص تنظيري داخلي أثناء حملهن فهذه حالة تحتاج الكثير من الشجاعة والقوة النفسية لإتمام العلاج المطلوب في ظروف حساسة كهذه ولكن بحمدالله فقد بات بإمكان المرأة القيام بذلك براحة أكبر بسبب التقدم الطبي الكبير الذي شهده عصرنا الحالي.

وفي الأخير، لا يسعني سوى التأكيد مرة أخرى على قوة الإنسان ومقدرته الهائلة على تجاوز الصعوبات وتحويل الواقع المرير إلى فرص ذهبية للإبداع والتطور وذلك بالتوكل على الله سبحانه وتعالى ثم بسعيه الدؤوب وثقته بقدراته الذاتية.

فالعزيمة والإصرار هما سلاحي المؤمن دائمًا.

#لإعادة

1 التعليقات