هل التكنولوجيا سبب أم نتيجة لانحراف مسارات النمو الطبيعية؟

في مناقشتنا الأخيرة، تسلط الأضواء على قضية مهمة للغاية: العلاقة الوثيقة وغير الواضحة غالبًا ما بين تقنيات التواصل الحديثة والحياة الاجتماعية والعاطفية للفرد.

طرحنا السؤال التالي: هل أصبحنا ضحية لاعتماد مبالغ فيه على أدوات الاتصال الإلكتروني مما أدى إلى انزواء العلاقات الإنسانية الحميمة وبداية فصل الإنسان عن ذاتيته الداخلية؟

أم أنها ظاهرة عرضية عابرة مرتبطة بمرحلة انتقالية تاريخية سنخرج منها أقوى بعد فهم عميق لطبيعتنا البشرية؟

إن فهم هذا التحليل يتطلب النظر إلى جذور هذه القضية منذ ظهور وسائل الإعلام الرقمية وما صاحب انتشارها عالميّـًا حتى يومنا الحالي.

هناك الكثيرون ممن يرون أنه كلما اكتسبت الشركات المصنعة لهذه التقنيات قوة ونفوذ أكبر، ازدادت سيطرتها على حياة الناس وانقطاع الصلات الاجتماعية بسبب سهولة الحصول على الوجبات السريعة للمعرفة والمحادثة بدلا من الجهد المبذول لبناء روابط بشرية أصيلة ومعقدة في نفس الوقت.

وعلى الرغم من وجود جانب مؤكد لهذا السيناريو إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة كما يبدو للوهلة الأولى.

فقد شهد القرن الواحد والعشرين أيضًا نمو صناعات أخرى مستوحاة جزئيّا من الحاجة الإنسانية لملامسة الآخر والتعبير عنه بصراحة وصِدْق.

ومن الأمثلة الشائعة لذلك حركة الكتابة الإبداعية والرسم والنحت وغيرها والتي أصبحت متاحة لأكبر عدد ممكن مقارنة بأجيال مضت.

بالإضافة لذلك، ظهر العديد من التطبيقات الاجتماعية ذات المواصفات الفريدة مثل كتابة الرسائل الصوتية/النصوص بناء على علم النفْس والتي تسمح بالألفة حتى لو كانت المسافات بعيدة جدا.

وبالتالي، تجدر الاشارة هنا انه بينما قد يكون لتطور التكنولوجيا بعض الاثار الضاره علي المجتمع الانساني ، فانها ايضا ادت الي تطوير اساليب جديده للتواصل والتعبيرالفني .

هل يمكننا حقا الفصل بين هذين العنصرين ؟

وهل فعليا اصبحنا عبيدا لاختيارنا ام انه ببساطه مرحلة تطورية ضرورية قبل الوصول لحاله افضل؟

دعونا نستكشف معا!

#والتقاليد

1 Komentar