توازنٌ بين الماضي والحاضر.

.

دروسٌ من الشعر والتكنولوجيا

إذا تأملنا قصيدة أبي الطيب المتنبي وحِكَمه الماثلة في المثل العربي الشهير "من راقب الناس لم يظفر بحاجته"، سنكتشف درسًا خالدًا يؤكد على ضرورة عدم الانشغال بمراجعة آراء الآخرين والثقة بالنفس واتخاذ الخطوة الحاسمة لتحقيق هدف المرء.

هذا الدرس يتجاوز الزمن ويتناسب حتى مع عصرنا الرقمي الحديث.

وفي سياق آخر، بينما نواجه تحديات جديدة في مجال التعليم نتيجة التقدم التكنولوجي وظهور الذكاء الصناعي (AI)، علينا التأكيد على الدور الأساسي للمعلمين كموجهين ومُلهِمِين للطُلَّاب وليس كموردين سلبيين للمعلومة.

فالذكاء البشري والعقل اللامرئي قادران على تجاوز الكثير ممّا تقدمه الآلات حاليًا في جوانب عدة كالتعاطف وفهم الثقافة الاجتماعية وغيرها الكثير.

لذا فلنحتفل بالتقدم العلمي ولكن لنغفل أبدًا عن قيمة العنصر الإنساني الحيوي والذي لا يمكن تقليده بواسطة البرمجيات مهما بلغ مستوى تطوره.

أمّا بشأن التطورات الأخيرة في العالم العربي فيما يتعلق بالأمن والاستقرار، فتبرهن لنا مدى هشاشة الوضع السياسي وكيف أنه عرضة للانحراف والانقلاب الداخلي كما حدث مؤخرًا في الأردن وتونس.

فتلك الدول مدعوّة لاتخاذ خطوات فعالة لحماية استقرارها عبر زيادة اليقاصة وتعزيز الأنظمة الدفاعية بالإضافة لتبني نهج أكثر انفتاحًا تجاه هموم شعوبه وطموحاته عوضًا عن التركيز فقط على مكاسب النخب السياسية.

إن طريق السلام والاستقرار طويل ويحتاج لكل جهود صادقة وواقعية لبلوغه.

وفي النهاية، تبقى أسرار الكون وعظمة الخلق البشري مصدر إلهامٍ ودليلٍ أكيدٍ لقوتنا وقدرتنا على تحقيق المزيد من النجاحات المبهرة مستقبلًا.

1 التعليقات