في عالم اليوم ذي الوتيرة المتسارعة، أصبح التعليم والبقاء على اطلاع ضروريَّين لتحقيق النجاح الشخصي والمهني.

وبينما تتواصل ثورتنا الرقمية بلا انقطاع، فإن السؤال الرئيسي هو كيفية موازنة التقدم التكنولوجي والحاجة الملحة لصحتنا العقلية والروحية.

فجيل الشباب الذين نشأوا محاطين بالأدوات الرقمية يواجهون مخاطر حقيقية تتعلق بالإدمان والقلق واضطرابات النوم وغيرها الكثير.

إننا نواجه خيارين صعبين هنا؛ الأول وهو الاستسلام لهذا المد المتزايد من التكنولوجيا، والثاني وهو وضع حدود صارمة واستراتيجيات وقائية تحمي شبابنا وصغارنا.

ولكن يبدو أنه لا يوجد حل وسط سهل حيث يتطلب الأمر جهداً جماعياً للتأكد بأن فوائد التقدم العلمي أكبر بكثير مقارنة بتكاليفهما المحتملة.

كذلك يجب إعادة النظر بمفاهيم التعليم نفسها ومواءمتها مع متطلبات القرن الواحد والعشرين جنبا إلى جنب مع ضمان بقائها وفية لمبادئ أساسية مثل احترام خصوصية البيانات والمعلومات الشخصية للمستخدمين وضمان عدم تسخير النتائج العلمية لأهداف غير أخلاقية.

أما بالنسبة للحداثة وما إذا كانت تستطيع التآلف مع الدين الاسلامي فهو أمر نسبي ويعتمد بالدرجة الأولى على تفسيرات المجتمعات وثقافاتها المختلفة.

ورغم وجود بعض الحقائق المريرة والتي قد تبدو وكأنها تعيق عملية المصالحة بين القديم والجديد لكن التاريخ يشهد دائما على مرونته وقدرته الفريدة على المواكبة والنمو وفق السياقات الجديدة طالما حافظ الإنسان على قيمه الأساسية وأولوياته العليا.

لذلك بدلاً من اعتبار هذين النقيضين خصمين لا يمكن الجمع بينهما لنبحث سويا عما يوحدهما وينشر رسائل السلام والإنسانية المشتركة لكل منهما.

أخيرا وليس آخراً يتعلق النقاش الحالي بمدى مساهمة التعليم العالي والتدريب المستمرين بخلق شعوب أكثر تسامحاً وانفتاحا على ثقافات الآخر المختلف عنها وذلك عبر إنشاء برامج أكاديمية شاملة تجمع جميع شرائح المجتمع بغض النظر عن خلفياتها الاقتصادية وتوفر بيئتهم فرصة لتطوير مهاراتهم اللغوية وتعريفهم بثقافات مختلفة وبالتالي زيادة مستوى التفاهم والاحترام المتبادل.

كل تلك العناصر مجتمعة تصنع جيلا واعيا مدركا لأهمية التعاون الدولي لبناء مستقبل مزدهر ومنفتح وواعٍ.

هل أنت جاهزة للانضمام إلينا ضمن رحلتنا نحو مستقبل أفضل؟

1 تبصرے