*تحذير: مستقبل العمل والتعليم تحت خطر فقدان هويتنا الإنسانية.

*

في عصر تتزايد فيه قوة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، نواجه مفترق طرق خطير يهدد جوهر وجودنا كبشر.

بينما يعد البعض بثورة صناعية رابعة ستُحدث تغييرًا جذريًا في سوق العمل وطرق التدريس التقليدية، إلا أنه يجب علينا الوقوف وقفة تأمل أمام هذا التطور المتسارع وتسليط الضوء على العواقب المحتملة لفقدان اللمسة الإنسانية في الحياة اليومية وفي عملية نقل المعلومات.

إن استبدال القوى العاملة البشرية بالآلة ليس أمرًا مخيفًا فقط بسبب احتمال تسريح ملايين الأشخاص وفقدان فرص عملهم، ولكنه أيضًا يحرم المجتمع مما تبقى له من قيم اجتماعية وثقافية مهمشة أصلا بفعل الحداثة والحياة العصرية المتطلبات.

إن التعاون بين البشر وممارسة الأعمال اليومية ضمن مجموعات صغيرة متماسكة هو أحد أبرز مظاهر الترابط الاجتماعي الذي يميز الكائن الحي عن غيره من المخلوقات الأخرى.

وعندما يتم إلغاؤه لصالح الأنظمة الآلية ذات الذكاء الاصطناعي، فإن ذلك يؤثر سلبا وبشكل عميق وواسع النطاق على صحتنا النفسية وحتى جسديّة.

وفي نفس السياق، عندما يتعلق الأمر بتعليم أطفالنا وشبابنا الذين هم مستقبل الوطن وعماده، فلا يمكن قبول أي بدائل افتراضية مهما كانت درجة ذكائها وتطور برمجتها.

فدور المرشد والإلهام الذي يقدمه المعلم للطالب أثناء الرحلة التعليمية فريدة ولا غنى عنها لبناء جيل واعٍ قادرٌ على التعامل بواقعية وإبداع مع تحديات المستقبل المقبل عليه.

ومن المؤسف حقّا ما نشاهده حاليّا حيث تقوم العديد من الدول باتخاذ خطوات جريئة نحو رقمنة العملية التعليمية كاملة واستخدام أدوات الذكاء الصناعي فيها، متجاهلين بذلك التأثير العميق لهذه الخطوة على تكوين شخصية النشئ وترقيقه عبر قطع روابطه الاجتماعية والإنسانية المبكرة والتي تشكل جزء رئيسي وهام جدا لتكوينه وانتماءاته المستقبلية.

لقد آن الأوان لإعادة النظر فيما تعتبرونه رفاهية وحاجة ملحة للمجتمع الحديث وهو الحفاظ على طابعنا الانساني الفريد والذي أصبح عرضة للاختيال بسبب التقدم العلمي الهائل والمتلاحق عهدنا.

فلنتحد جميعًا للدفاع عن بقائنا كائنات بشرية نشعر ونحس ونحب ونتفاعل اجتماعياً، ولنعمل معا لمنع اختلال نظام حياة البشر الطبيعي نتيجة لسيادة الآلات والرقميات فوق كيانات الإنسان الأساسية.

1 التعليقات