لماذا نظلم أنفسنا بالتوقعات المجتمعية المُسبقة الصنع ؟

في عالم حيث يُملى علينا ما يجب أن نحقق وما يجب أن نكون ، أين دورنا كأفراد مستقلين يفكرون بحرية ؟

أليس وقت أن نعيد تعريف النجاح بمعايير خاصة بنا وليس تلك المرسومة من قبل مؤسسات هدفها الأساسي البقاء على عرش النفوذ والسلطان ؟

إن التعليم ليس فقط وسيلة لإعداد المواطن المثالي للنظام بل بوابة نحو فهم ذاتنا واختبار حدود عقولنا .

كما أنه ليس من العدل وضع قيود وهمية باسم المصداقية والحقائق الثابتة ؛ فالقصة والأحداث تاريخية ليست ثابتة مطلقا وإنما تحكي رؤى مختلفة حسب منظور الراوي وزمانيته ومكانته الاجتماعية وغيرها الكثير مما يؤثر بشكل مباشر وغير مباشرعلى سرديتها .

لذلك فلنسأل دوما : أي نوع من القصص نريد روايتها ولأي جمهور نوجه حديثنا إليه !

بالإضافة لما سبق ذكره فإن الحديث حول التقصير الأخلاقي باعتباره السبب الرئيسي للفجوات الموجودة بين النظرية والممارسة أمر مهم للغاية ويستحق مزيدا من البحث والدراسة لمعرفة جذوره وعلاجه .

وفي نفس السياق يأتي طرح سؤال آخر وهو مدى تأثير الرأسمالية المتوحشة والهوس بالإنجازات الشخصية ضد حقوق الآخرين وحياة البشر الأخرى والتي غالبا ماتكون غير مقدرة حق قدرها بسبب المنطق الربحي الجامح .

وهنا تأتي أهمية التأكيد مرة أخرى على ضرورة وجود نظام تعليمي فعال مبني على أساس حرية الفكر واحترام الاختلاف بعيدا عن قمع الآراء المخالفة لصالح رأي واحد مهيمن .

وفي الختام ، دعونا نقاوم معا ثقافة الاستهلاك والقالب الواحد المجهز مسبقا والذي يشجع على الخمول العقلي والقبول بالأمر الواقع بلا مقاومة ولا تطوير ذاتي مستمر .

إن العالم يتغير باستمرار ويتطلب الأمر منا أيضا التغيير كي نواكب تقدم الزمن ونساير روح العصر الجديد المفعم بالحيوية والإمكانات اللانهائية .

فلنمض قدما نحو مستقبل أفضل يقوم على أسس راسخة من العلم والمعرفة والذكاء الجماعي .

1 Kommentarer