"الحفاظ على التنوع البيولوجي كخط دفاع ضد تغير المناخ".

إن العلاقة بين التنوع البيولوجي وتغير المناخ ليست علاقة أحادية الجانب؛ إذ بينما يؤدي تغير المناخ إلى تقليل التنوع البيولوجي، فإن انخفاض التنوع البيولوجي بدوره يعيق قدرة الكوكب على مكافحة آثار تغير المناخ.

إن الأنظمة البيئية المتنوعة تعمل عمل الدرع الواقي، فهي تساعد في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي عبر عملية التمثيل الضوئي للنباتات، كما أنها تدعم صحة التربة وتعزز دورات المغذيات التي تعتبر ضرورية لاستقرار نظام الأرض البيئي.

لذلك، ينبغي النظر إلى جهود حماية واستعادة التنوع البيولوجي باعتبارها خط الدفاع الأول لمواجهة تحديات الاحتباس الحراري العالمي.

ومن الضروري تبني نهجا شاملا يأخذ بعين الاعتبار كلا الجانبين: تخفيف حدّة ظاهرة الاحتباس الحراري والحد من تداعياته الملحوظة بالفعل بالإضافة إلى دعم وتعزيز التنوع البيولوجي لتحسين مرونة النظم الإيكولوجية وقدرتها على التعافي الذاتي عند مواجهتها للصدمات المختلفة بما فيها تلك المرتبطة بتغيُّر مناخ العالم.

وهذا يعني أنه بجانب تنفيذ السياسات الرامية لتوفير الطاقة النظيفة والمتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية، لا بد أيضا من بذل الجهود لحفظ وحماية أنواع النباتات والحيوانات المعرضة للانقراض وإعادة تأهيل المناطق التي تعرضت للاستغلال والاستنزاف الزائد للموارد الطبيعية.

وفي النهاية لن يكون بوسع البشر سوى التأقلم والبقاء ضمن حدود سلامة بيئية آمنة إذا ما نجح المجتمع الدولي في تحقيق مفاضلة وسطية متوازنة بين النمو الاقتصادي والحاجة الملحة للعيش حياة كريمة وبين المسؤولية المشتركة نحو ضمان مستقبل مستدام لكافة أشكال الحياة الموجودة حالياً وعلى مدى التاريخ الطويل لهذا الكوكب الأزرق الفريد والذي يعد المنزل الوحيد للبشرية منذ ملايين السنين وحتى الآن!

1 הערות