الاستدامة الحضرية: ربط النشاط البدني بصحة البيئة والأسرة من المسلم به أن الرياضة تؤثر بإيجابية كبيرة على صحتنا الجسدية والعقلية.

كما أكدت الدراسات فوائدها العديدة، بدءًا من تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وحتى تحسين المزاج العام وزيادة الطاقة الإنتاجية.

ومع ذلك، هل تساءلت يومًا حول امتداد تأثيرها لما يتجاوز حدود أجسامنا الفردية ليصبح جزءًا أساسيًا من رفاهية مجتمعنا وبيئة مدننا؟

دعونا نفكر بعمق أكبر قليلاً.

.

.

تخيل مدينة حيث تصبح الأحياء مراكز نابضة بالحياة لأنشطة الحركة والنشاط البدني الشامل.

سيكون هذا بمثابة نهج مبتكر نحو تصميم حضري أكثر صداقة للإنسان وللطبيعة.

تخيل شوارع آمنة وخضراء مليئة بالممرات الخاصة براكبي الدراجات وركوب الأمواج (السكوتبورد) وحلبات كرة السلة وغيرها الكثير من المرافق الرياضية العامة التي تشجع السكان المحليين على الالتقاء والاسترخاء أثناء ممارسة نشاط بدني مفيد لهم جميعًا.

هذه الرؤية المثالية ليست مجرد خيال علمي.

هناك بالفعل مدن تعمل بنشاط لخلق مساحات عامة ديناميكية ومبتكرة تجمع المواطنين مع بعضهم البعض ومع الطبيعة المحيطة بهم.

ومن الواضح أنه إذا كانت لدينا بيئات مصممة خصيصًا لدعم اللياقة والصحة، فسيكون احتمال قيام المزيد من الأشخاص بحركة جسدية مرتفعًا للغاية مقارنة بتلك الموجودة حالياً والتي غالباً ماتركزعلىالمواصلات الخاصةوالجلوس لفترات طويلة أمامالشاشات الرقمية.

وهذا سيضمن كذلك بيئة أكثر نظافة وأكثر راحة وصحية لنا جمعياً.

وكذلك سيدعم هذا النوع من التصميم الحضري عمليات الاقتصاد الاخضر لأنه يشجع استخدام وسائل نقل غير ملوثة كالدرجات الهوائيه وسيخفض الطلب علي المنتجات البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد والتي كثيرا ماينتج عنها اكوام النفايات الغير قابله لإعادة التدوير .

وفي نهاية المطاف، بينما نتابع طريق التقدم الحضري، فلنعطي الأولوية لتصميم المدن بحيث يتم دمج الحياة الصحية والرفاهية البيئية بسلاسة في روتيننا اليومي.

بهذه الطريقة فقط سنقوم ببناء مدن مستقبلية جميلة ومرنة وقادرة على النمو الاقتصادي والثقافي والاجتماعي الصحي والمتكامل.

لنبدأ بالتفكير فيما يمكن القيام به لبناء مستقبل أكثر اخضرارية واحترام للطبيعة وانسانية لمدننا العالمية.

فلنصبح صناع القرار الذين يحققون رؤانا المستقبلية عبر خطوات مدروسة وعميقة.