التحديات الرقمية والتغير الاجتماعي.

.

هل نحن مستعدون؟

تواجه المجتمعات اليوم مجموعة من التحديات المتداخلة والتي تتطلب تأملاً متعمقاً.

أولاها وأكثرها بروزاً هو التحولات الرقمية وما قد تخفيه خلف واجهات براقة.

فبالرغم مما قدمته المنصات والمعلومات الرقمية من سهولة وصول للمعرفة والثقافات العالمية، إلا أنها فتحت باباً واسعا أمام التحكم بالمعلومات والأيديولوجيا بوسائل خفية.

هذا الأمر يستدعي اليقظة المستمرة تجاه التأثيرات المحتملة لهذه التقنية الجديدة على هويتنا الثقافية وعلى قيمنا المجتمعية الراسخة.

يجب علينا عدم الانجرار وراء شعارات العالمية واعتبارها بديلاً لهويتنا الأصيلة بل العمل على ضمان توافق هاتين الجوانب لتحقيق نهضة حضارية قائمة على أساس راسخ ومتين.

وثانيا متعلق بتطور مفاهيم اجتماعية حديثة كـ"الجندر".

بينما نسعى دائماً للحفاظ على تراثنا وتقاليدنا الإسلامية، بات واضحا وجود اتجاه عالمي يسعى لتغيير المفاهيم المتعلقة بالجنس الاجتماعي والذي قد يؤثر سلباً على منظومتنا الأخلاقية والدينية.

لذا فعلينا التعامل بحذر شديد مع أي تغيير مقترح والنظر فيه بعمق قبل قبوله واستيعابه داخل نظام تعليمنا ومناهجنا التربوية.

فالهدف النهائي للتعليم ينبغي ألّا يكون حفظ الحقائق فقط ولكنه أيضا غرس روح الاجتهاد والانتقادي لدى النشء الجديد ليصبحوا عناصر فعالة وبناءة في مجتمعهم وفي العالم بأسره.

وفي النهاية، رغم كل المخاوف والمخاطر، تبقى لدينا فرصة عظيمة لصنع مستقبل زاهر مبنيا على أسس صحيحة تجمع بين أصالتنا وحداثتنا.

فلنتسلح بالعلم والمعرفة ولنكسب الحرب ضد القيم الزائفة التي تحاول زعزعة ثوابتنا وهويتنا الفريدة.

المستقبل ملك لمن يعرف طريقه جيدا وسيملك زمام الأمور بيديه الصلبتين والعقول الواعية المدركة لما يدور حولهما.

دعونا نعمل سويا لبناء عالم أكثر استقرارا وعدلا حيث يلعب الجميع دورا مهما في قيادتنا نحو نجاحات غير مسبوقة.

1 التعليقات