التكنولوجيا في التعليم: هل هي نعمة أم نقمة؟

منذ ظهور الثورة الصناعية الأولى وحتى الآن، شهد العالم تغيرات جذرية بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي المتزايد.

وعلى الرغم مما حققه البشر خلال القرنين الماضيين، فقد أصبح واضحا أنه لا يمكن تجاهل الآثار السلبية لهذه التطورات غير المدروسة.

وفي مجال تعليم الأطفال تحديدا، يبدو أن هناك حاجة ماسّة لإعادة النظر في استخدام التكنولوجيا كوسيلة وحيدة لتوفير المعرفة والمعلومات للمتعلمين.

صحيحٌ أن تطبيقات الواقع الافتراضي وأنظمة إدارة التعلم الرقمية قد ساعدتنا في جعل عملية التدريس أسهل وأكثر مرونة، إلا أن اعتمادنا الزائد عليها يؤثر سلبا على تنمية مهارات أساسية لدى الطفل كالقدرة على التركيز والإبداع والخيال.

بالإضافة لذلك، يتعرض الأطفال لضغوط نفسية وجسدية بسبب طول فترة جلوسهم أمام الشاشات لفترات طويلة، وهو ما يهدد صحتهم النفسية والجسدية على حدٍ سواء.

كما تؤكد الدراسات الحديثة وجود علاقة وطيدة بين زيادة مدة تعرض الطفل للشاشات وبين انخفاض مستوى ذكائه الاجتماعي وانتباهه وضعف تحصيله الدراسي مقارنة بالأطفال الذين يقضون وقتا أقل أمام الشاشات.

وهنا يأتي دور الوالدين والمعلمين في مراقبة وضبط الوقت الذي يقضيه أبناؤهم وبناتهن أمام الأجهزة الإلكترونية المختلفة وتشجيعهن بدلا عن ذلك على الانخراط في نشاطات اجتماعية ورياضية وثقافية متنوعة تساعدهن على تطوير شخصيات متكاملة ومتوازنة.

إن الهدف الرئيسي من العملية التعليمية يقوم على غرس القيم والأخلاق الحميدة بجانب اكتساب العلوم والمعارف الجديدة، ومن ثم تبقى مسؤوليتنا جميعا نحو جيل المستقبل عظيمة جدا.

فلنعطي لكل عنصر حقه ولنتجنب الغلو والتطرف في أي جانب كان!

إن التربية السوية تبدأ منذ اللحظات الأولى بعد الولادة ولا تنتهي بغياب الوالدين عنها.

فهل سنتمكن فعليا من توفير بيئة تعلم آمنة وصحية لأطفالنا؟

أم سيظل هاجس الاستهلاك الرقمي يسيطر عليهم بلا رقيب؟

!

1 Kommentarer