مع ازدياد انتشار الاتجاه نحو "العمل عن بعد"، والذي شهدته العديد من الدول خلال جائحة كوفيد-19، ظهر سؤال حيوي حول مستقبل المؤسسات التعليمية ومكانتها الاجتماعية.

هل ستظل الجامعات والمؤسسات التعليمية ذات أهمية بنفس الشكل القديم؟

أم أنها ستتحول لتصبح مراكز بحث وتدريب متقدمة تخدم احتياجات المجتمع المتغيرة؟

في الماضي، كانت الجامعة مكانًا للحصول على شهادات تخول حامليها لشغل وظائف معينة.

لكن اليوم، ومع ظهور سوق عمل متغير ومتطور باستمرار، ربما لم يعد هذا النموذج صالحًا كما كان سابقًا.

بدلاً من ذلك، قد يكون الوقت مناسبًا لإعادة تعريف دور الجامعة بحيث تصبح مركزًا للبحث العلمي والتدريب المكثف والدراسات العليا، بينما يتم نقل مسؤولة التعليم الأساسي ونشر الشهادات المهنية إلى مؤسسات أخرى أكثر ملائمة للعصر الحالي.

هناك عدة أسباب تجعل من الضروري تبني نهج مختلف تجاه التعليم العالي.

أولاً، تتطلب الوظائف الحديثة مهارات عالية المستوى وقدرات فريدة لا يمكن اكتسابها جميعها داخل أسوار المدرسة أو الكلية.

ثانيًا، تسمح تقنيات التعلم الإلكتروني بالوصول إلى المعرفة والمعلومات بسهولة أكبر وبشكل غير محدود نسبيًا مقارنة بنظام الفصل الدراسي التقليدي.

ثالثًا، يؤثر ارتفاع تكلفة الدراسة الجامعية على الكثيرين مما يدعو للتساؤل حول عدالة فرص الحصول عليها.

وأخيرًا وليس آخرًا، يسلط نمو الاقتصاد القائم على المشاريع الصغيرة والمتوسطة الضوء على الحاجة الملحة لفئة عمال مستقلين قادرين على المنافسة ولديهم مجموعة متنوعة من المهارات التي تؤهلهم لدخول السوق فور تخرجهم.

إن تغيير طريقة تقديم خدمات التعليم العالي أمر ضروري للبقاء قادرة على خدمة المجتمعات المحلية والعالمية على حد سواء.

إن إعادة هيكلة النظام الحالي يمكن أن تساعد في تأمين قوة عاملة أفضل استعدادًا ومهارات أعلى قيمة للسوق العالمي سريع النمو.

بالإضافة لذلك، فإن إعادة تصور الدور الذي تلعبه المؤسسات الأكاديمية سوف يشجع المزيد من الناس على الانخراط فيها والاستثمار بها لأنظمة الدعم المختلفة.

وفي النهاية، يجب أن نكون مستعدين لقبول حقيقة مفادها بأن نموذج الجامعة التقليدية والذي طالما ارتبط بالأرض الصلبة الواقعية يمكن أن يتحول ليصبح كيانًا افتراضيًا أكثر ديناميكية واستجابة لحاجات القرن الواحد والعشرين.

#المدرسية #الإنساني #وصول #يستفيده

1 Comentários