هل يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أن تساعد في تحقيق العدالة الاجتماعية؟

إن التقدم التكنولوجي يقود ثورة صناعية رابعة تتسم بالتطور المتسارع للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والروبوتات.

ومع كل هذا النمو يأتي سؤال جوهري: هل يمكن لهذه التطورات أن تسهم فعليا في تحسين حياة الناس وتقليل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين المجتمعات المختلفة عالميا أم إنها ستزيد الهوة اتساعا؟

للأسف الشديد، لطالما ارتبط تاريخ البشرية بوجود مظاهر الظلم والتفاوت وعدم المساواة داخل العديد من دول العالم وخارج حدود الدول كذلك.

سواء كان ظلم الرجل للمرأة كما حدث سابقا وما يتجدد منه الآن بشكل مخفٍ تحت وطأة الحضارة والحداثة، وظلم الطبقة الغنية ضد الفقراء والبسطاء الذين يعملون لديهم، ووصولا إلى العنصرية بكافة صورها وأشكالها التي ما زالت قائمة حتى يومنا الحالي - رغم ادعائنا جميعاً بعدم وجودها-.

لذلك بات من المهم جدا التركيز وبكل جدية أكبر على كيفية جعل التقدم العلمي يدعم جهود تحقيق العدالة والمساواة بين بني البشر جميعا وذلك عبر تطوير نماذج ذكية قادرة بالفعل على فهم احتياجات مختلف شرائح المجتمع المحلي والعالمي وعدم اقتصار رؤيتها على جانب واحد فقط بينما تغفل الآخر بحجة الربح والخسارة المالية.

مثاله الواضح هو مجال التعليم والذي يعتبر أساس أي نهوض حضاري حيث أصبح بإمكان الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص تطبيق منصات تعليمية رقمية متقدمة مدعومة بنظام ذو خبرة واسعة يعرف باسم التعلم الآلي Deep Learning)) .

بهذه الطريقة يسمح لكل فرد الحصول على فرصة تعلم نوعية عالية مهما اختلفت خلفيته الاقتصادية والثقافية وبالتالي تخطي حاجز عدم القدرة على الوصول للمعاهد الأكاديمية التقليدية نظرا لبعد المسافات الكبيرة عنها وصعوبة المواصلات بالإضافة لمشاكل أخرى متعددة.

ختاما وليس آخرا علينا الاعتراف بان الذكاء الصناعي ليس الحل الوحيد ولكنه جزء رئيسي ضمن مجموعة حلول متنوعة ومتكاملة لحياة أفضل وأنصاف أكثر عدالة واستقرار اجتماعي وسياسي.

فلنعمل سويا كي نحصد فوائد العلم الحديث ونترك سلبياته جانبا مادمنا قادرين على فعل شيء إيجابي!

#الكثير #رحلة #الصف

1 Kommentarer