مستقبل العمل في ظل الذكاء الاصطناعي: تحديات وفرص جديدة في عالم يشهد تطوراً متسارعاً في تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح الحديث عن تأثيره على سوق العمل محور نقاش واسع.

بينما يدعو البعض إلى الاستعداد لموجة جديدة من البطالة بسبب الأتمتة، يقترح آخرون فرص عمل مبتكرة جديدة تنتظرنا.

هل سيؤدي الذكاء الاصطناعي حقاً إلى فقدان الوظائف؟

لا شك بأن بعض الوظائف التقليدية ستتأثر سلباً بتزايد اعتماد الشركات على الأنظمة ذات التحكم الذاتي.

ومع ذلك، تاريخياً، شهدنا كيف خلقت كل موجة من الأتمتة أنواعاً جديدة من الأعمال التي لم يكن أحد ليُتوقع وجودها قبل عقود قليلة فقط.

لذلك، بدلاً من التركيز على "إذا" ما إذا كانت الآلات ستحل محل العاملين، ربما يجب طرح السؤال التالي: كيف يمكن للإنسان والحاسوب العمل معاً لخلق قيمة أكبر مما تستطيع أي منهما فعله لوحده؟

مهارات المستقبل وأدوار جديدة بالنظر للمستقبل القريب، سيزداد الطلب على المهندسين ومحللين البيانات الذين يفهمون كيفية برمجة وصيانة هذه الأنظمة المتقدمة.

كما سينمو قطاع الخدمات المرتبطة برعاية وصيانة الصحة النفسية والعاطفية للعاملين وسط بيئة عمل رقمية متغيرة باستمرار.

بالإضافة لذلك، هناك حاجة ماسّة لأصحاب رؤية إبداعية لتصميم نماذج أعمال تجارية مبنية حول قوة الذكاء الاصطناعي وليس ضدّه.

نحو نموذج اقتصادي شامل لتجنب تفاقم الهوة الرقمية والفجوة الاقتصادية الناتجة عنها، لا بد وأن نسعى لبناء اقتصاد يضمن وصول الجميع لهذه التقنيات الجديدة وتعليمهم المهارات اللازمة للاستفادة منها عوضاً عن الخوف منها.

وهذا يعني تشجيع الحكومات الخاصة والعامة على اتخاذ إجراءات جريئة لدعم تدريب السكان وتمكين النساء والأقليات وغيرها ممن هم عرضة للحرمان اجتماعياً.

إن بناء مستقبل عادل ومتوازن أمر ممكن ولكنه يتطلب خطوات مدروسة وسياسات اجتماعية داعمة.

في نهاية المطاف، الذكاء الاصطناعي له القدرة على فتح آفاق غير محدودة لإنسانيتنا بما يفوق بكثير المخاطر المتوقعة.

الأمر متروك بنا كي نحصد ثماره ونحول مخاوف اليوم إلى قصص نجاح غداً.

#الاجتماعية #الطبيب

1 التعليقات