هل يقتل نظام الملكية الفكرية الحالي الإبداع الجماعي؟

يدور نقاش حيوي حاليًا حول مستقبل ملكية الفكرية في ظل التحولات المجتمعية المتسارعة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي قضت على الحدود الجغرافية للنشر والمعرفة.

وقد طرح بعض المفكرين سؤالًا جوهريًا يتطلب منا البحث العميق: "إذا كانت أصواتنا جزءٌ أساسيٌّ مِن عملية خلق شيءٍ ما، فهل هي ملك لأصحاب تلك الأصوات وحدها أم للمجتمع ككلّ؟

".

يشير هؤلاء إلى أنه بينما تسمح قوانين حقوق الطبع والنشر الحالية للأفراد بالحصول على الاعتراف والاستفادة المالية من أعمالهم الفريدة، فقد تأخير ظهور حركة ثقافية متنامية تجمع مختلف المساهمات الفردية لإنشاء منتجات مبتكرة غير مسبوقة.

وفي حين تظل مسألة تحديد نسب المشاركة داخل مثل هذا النظام الجماعي محل جدل كبير، تشير الدلائل الأولية إلى ضرورة تطوير نماذج قانونية أكثر مرونة تتوافق مع واقع الإنتاج الثقافي الحديث وتضمن توزيع المكافآت الاقتصادية بعدالة وفق مساهمة كل فرد فيها.

ومن ثم، ربما آن الآوان لعقد اتفاق اجتماعي جديد يعترف بأننا جميعًا مشاركين في صناعة الفكر والثقافة وأن علينا تبادل المنافع والمساوئ المرتبطة بها بصفتنا شركاء متساويين في مشروع الإبداع البشري العالمي.

بالتالي، يدعون إلى فتح باب التفكير خارج نطاقه التقليدي ليصبح محور اهتمام المجتمع العلمي والفني والشعبوي كذلك.

فهل أصبح مفهوم 'الملكية الفنية' شيئًا من الماضي؟

وهل ستكون الخطوة التالية نحو مزيدٍ من الانفتاح وتعزيز التعاون بين مبدعي العصور المختلفة هي الطريق الأمثل لبناء تراث فكري مشترك ينهض به الجميع ويتقاسمونه سويا؟

1 Commenti