الفكرة الجديدة: هل يمكن اعتبار "الاحتلال الرقمي" بمثابة شكل حديث من أشكال الاستعمار الثقافي والاقتصادي للدولة المستضعفة؟

فكما يفرض المستعمر سيطرته وسيطرة ثقافاته ولغاته على البلاد المحتلّة، كذلك بات العالم الافتراضي يشهد نوعًا آخر من الهيمنة والاستعمار عبر الأدوات الرقمية والتكنولوجية الحديثة.

هذا النوع الجديد من الاحتلال لا يستوجب وجود جندٍ فعلي ولكنه ينتشر كالوباء ويحتل مساحات الحياة المختلفة بدءًا من العمل والمدرسة وحتى العلاقات الاجتماعية والفضاء العام.

إنه احتلال رقمي يتسلل إلينا كل يوم ويغير حياتنا بشكل جذري سواء علمنا بذلك أم لا.

وقد أصبح أكثر وضوحًا مؤخرًا بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار المعلومات المغرضة والمعلومات الكاذبة والتي تستهدف بشكل خاص المجتمعات الأكثر ضعفًا وتعرضها للتشويه والانقلابات الثورية المضادة.

وبالتالي، ربما حان الوقت الآن للنظر في مفهوم "الحقوق الرقمية" كمفهوم قانوني وسياسي جديد ضمن سياق العلاقات الدولية والقانون الدولي الإنساني وذلك لوقف آثار هذا الاحتلال المتزايدة والذي أصبح تهديدًا وجوديًا لمختلف الشعوب والثقافات حول العالم.

1 注释