لا شك أن الثورة الرقمية غيرت قواعد اللعبة بشكل جذري؛ فقد فتح عصر المعلومات أبواب المعرفة أمام الجميع، وأصبحت المسافات عائقا أقل بالنسبة للمتعلمين.

ومع ذلك، يبدو أنه وسط هذا التحوّل الهائل نحو عالم رقمي بحت، نغفل جانبا مهما للغاية وهو "الإنسان".

إن الاعتماد الكلي على الأدوات التقنية والتطبيقات الرقمية يمكن أن يؤدي بنا إلى تجاهل دور القيم والأخلاقيات في تشكيل مستقبل أفضل.

فالتعليم الحقيقي لا ينحصر فقط في نقل الحقائق والمعلومات وإنما أيضا في غرس مبادئ مثل المسؤولية الاجتماعية والمواطنة العالمية والتسامح واحترام الآخر وغيرها الكثير والتي تعد أساسيات لأي مجتمع مستدام ومزدهر.

لذلك، بينما نسعى جاهدين للاستفادة القصوى مما تقدمه لنا التكنولوجيا الحديثة فيما يتعلق بتوفير الوقت والتكاليف وسهولة الوصول للمحتوى التعليمي، فلابد وأن نحافظ على جوهر العملية التربوية والذي يقوم على تطوير الشخصية البشرية المتوازنة أخلاقيا وفكريا ونفسانيا.

وبالتالي، بدلا من طرح السؤال حول ما إذا كانت المدارس الفعلية ضرورية أم لا، ربما يكون التركيز الأنسب على كيفية ضمان عدم اختفاء تلك العناصر البشرية الغنية أثناء انتقالنا لعالم التعلم الافتراضي.

وهذا يشمل التأكد من وجود بيئات مناسبة للتفاعل الاجتماعي بين المتعلمين وتبادل الخبرات المختلفة بالإضافة لتوفير الدعم العاطفي والنفسي لهم خلال رحلتهم الأكاديمية.

باختصار، المستقبل الواعد سوف يأتي نتيجة المزج المثالي بين قوة العلم البديهية وقدرتنا الفريدة كمخلوقات بشرية على الشعور والفهم والحكم الأخلاقي البصير.

1 التعليقات