مستقبل العمل والتعليم في عصر الذكاء الاصطناعي: هل سنصبح عبادا أم سيدانا؟

مع ازدياد هيمنة الروبوتات والذكاء الاصطناعي على مختلف جوانب حياتنا المهنية والعلمية، طفت أسئلة جوهرية تتعلق بدور الإنسان وهويته وسط كل هذه التحولات الجذرية.

بينما يعد استخدام الذكاء الاصطناعي أمراً مبشراً بتحقيق الكثير من الكفاءات وزيادة الإنتاجية وخفض التكاليف، إلّا أنها لا تخلو من المخاطر المحدقة والتي قد تؤدي لمآلات غير محمودة العاقبة إذا ما غلب عليها جانب التجريب والاستخدام التعمي دون ضوابط أخلاقية ودينية صارمة.

إن فهم الطبيعة الثنائية لهذه التكنولوجيا - كونها سلماً وسيف ذو حدّين – يحتم علينا عدم الانجرار خلف شعارات الحداثة الجامحة والاستثمار بذكاء في هذا المجال بما يعود بالنفع والفائدة للفرد والمجتمع بعيدا كل البعد عن أي شكل من أشكال القبول بالأمر الواقع الذي فرضه الآخر علينا كما حدث عندما انفصل الدين عن الدولة وأصبحت إدارة المجتمع وفق قوانين الوضع بدلا من تطبيق أحكام الشرع المطهرة.

فلابد إذَن من غربلتها بشكل دوري حتى نستطيع الاحتفاظ بجوانبها الإيجابية ونحاول تقليل آثارها السلبية قدر المستطاع وذلك عبر عدة طرق منها: أولا: جعل علماء الدين مشاركين أساسيين منذ بداية عملية صناعتها واستعمالاتها المختلفة بحيث يتم مراعات خصوصيات المجتمعات المسلمة وعاداتها وتقاليدها أثناء برمجة تلك الآلات الذكية ثانيا: توفير برامج تعليمية متخصصة لتوضيح كيفية التعامل الصحيح والسليم مع أدوات المستقبل الحديثة لمنع وقوع ضرر كبير نتيجة سوء استعمالاتها ثالثا: إنشاء مؤسسات بحثية علمية مستقلة تقوم بتقيم جميع أنواع المنتجات الإلكترونية قبل طرحها بالسوق المحلي وتقديم اقتراحات تعديل مناسبة لكل حالة رابعا: تنظيم حملات توعية مستمرة للمستخدم النهائي كي يصبح مدركا لما له وما عليه تجاه مسؤولياته الجديدة داخل العالم الافتراضي الجديد.

وفي ختام مقالي المتواضع، دعونا نجعل هدفنا الأول هو التأكد دائما بأن تقدم العلوم والمعارف يبقى تحت مظلة تعاليم ديننا الحنيف وبأن يستخدم طبقا لقواعده وقوانينه الصارمة وأن لاننسى أبدا بأن الله سبحانه وتعالى قادر وحده فقط على منح النعم والبلاء وهو صاحب السلطة العليا فوق الجميع!