هل يمكننا بالفعل قياس "النجاح"؟

لقد ناقشنا سابقاً مفهومي "النجاح" و"القيمة"، وكيف يمكن أن يتحولا من حالة الشك وعدم اليقين إلى تحقيق الهدف.

لكن ماذا لو لم يكن "النجاح" واضح المعالم وقابلاً للقياس؟

قد يقيس البعض النجاح بالمكانة الاجتماعية والمادية والسلطة والنفوذ.

.

.

وغيرها الكثير مما يراه مناسباً له ولكنه عادة ما يكون مرتبطا بتحقيق الذات والرغبات الشخصية للفرد والتي غالبا ما هدفها الربح والخسارة والعوائد الملموسة.

بينما هناك آخرون ينظرون إليه باعتباره عملية مستمرة من التعلم والتطور الشخصي حتى وإن كانت النتائج غير ملحوظة ومباشرة.

إذ إن قيمة التجربة نفسها مهمة مهما اختلفت الآراء فيها.

وهذا يجلب إلينا سؤالاً هاماً: كيف يمكن تعريف النجاح حقاً بالنسبة لكل فرد وبشكل موضوعي خاصة وأن التجارب مختلفة وأن لكل شخص رؤيته الخاصة للحياة وما يريد تحقيقه فيها سواء كان طموحه بسيط أم عظيماً؟

.

بالنسبة للطبيب فهو ناجح إذا ساعد المرضى وشفاهم وتخلصهم من الأمراض التي يعانون منها وهذا أمر قابل للقياس نسبياً أما بالنسبة للمعلم فالنجاح عنده منح الطلاب معرفتهم وزرع بذور الطيبة والعطاء لديهم وهو أيضا نوع مختلف من أنواع القياس.

وكذلك الحال بالنسبة للقادة الذين يسعون لتحقيق العدالة والسلام والاستقرار لشعوبهم فهذه مسؤولية جسيمة جدا وقد لا يعرفون حقيقة تأثير قراراتهم إلا بعد فترة طويلة وبالتالي فهم بحاجة للصبر والثبات لإيمان راسخ بمبادئهم.

لكن عندما ننظر بعمق سنجد بأن العديد ممن أصبحوا اليوم أسماء لامعة كانوا معرضين للخطر والفشل وكانوا قاب قوسين أدنى منه قبل الوصول لما هم عليه الآن وهذا دليل أكيد على أهمية المثابرة والإصرار بغض النظر عما سنسميه لاحقاً بنتيجة عملنا لأنه بالنهاية هي خطوة واحدة نحو منتصف الطريق وليست نقطة النهاية.

لذلك دعونا نركز اهتمامنا أكثر بدوافعنا وصفاء نوايانا وعملنا الجاد وسنبقى متيقنين دوما بان رفاهيتنا العامة ستتحسن تدريجيا ومع مرور الوقت سوف نشهد نتائج أعمالنا بالتأكيد.

#لتلبية #الشرعية #والقرب #الله

1 نظرات