هل ستؤدي ثورة الذكاء الاصطناعي حقًا إلى قلب بنية المجتمع والثقافة البشرية رأسًا على عقب كما يُخشى؟

يبدو أن بعض الخبراء يعتقدون ذلك بالفعل ويحذرون من "انتقال ثقافي ضخم" سينتج عنه تغيراً جذرياً في طريقة عمل وحياة وتفاعل المجتمعات المختلفة في العالم حالياً، مما يحتم علينا جميعا التأكيد على ضرورة وجود خطط واستراتيجيات حكومية وشركات بعيدة النظر لتوجيه هذا التحول الواسع النطاق وضمان عدم وقوع أي انتكاسات أخلاقية أو اجتماعية غير مقصودة.

ومن المهم أيضا ملاحظة أنه بينما يوجد الكثير مما يقلق بشأنه بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي، فهناك كذلك العديد من الفرص المثيرة التي تنتظر من سيقبل عليها ويتكيف مع المتغيرات الجديدة.

أما بالنسبة للمشهد السياسي والعالمي فقد أصبح واضحاً أكثر فأكثر مدى ارتباط الأحداث والمجريات الدولية ببعضها البعض، بدءاً بالتوترات بين روسيا وأوكرانيا وما خلفته تلك القضية من تبعات دولية وصولاً للحرب الباردة الجديدة القائمة حالياً بسبب المنافسة الشرسة بين العملاقين الاقتصاديين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة للتحديات الكبرى التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتيجة التدخلات الخارجية والصراع الداخلي داخل الدولة الواحدة والذي يعد أحد أهم دوافع الهجرة الداخلية والخارجية للسكان بحثاً عن مصدر رزق أفضل وظروف معيشية أكثر ملائمة.

وفي النهاية تجدر الاشارة إلي الجهود المبذولة لدعم الشركات والحفاظ علي قوة أسواق المال والاستقرار الاقتصادي وذلك عبر برامج مساندة متنوعة تقدمها مختلف البلدان لصغار رواد الأعمال وكذلك المؤسسات الكبري لمواجهة آثار جائحة كورونا الطويلة المدى.

إن امتلاك رؤية شاملة لكل جوانب الحياة اليومية أمر حيوي للغاية لفهم اتجاه الرياح ومدى تأثيرها علينا جميعاً.