توازن التقنية والبشرية في التعليم!

تلعب التكنولوجيا دورًا حيويًا وحاسمًا في عالم التعليم الحديث، حيث توفر إمكانية الحصول على ثروة من المعرفة والمعلومات بسهولة وبسرعة فائقة عبر الإنترنت ومنصات التعلم الإلكترونية المختلفة.

ومع ذلك، وبالرغم من كل مميزاتها العديدة، ينبغي علينا الانتباه جيدًا كي لا تصبح مجرد أداة تؤثر بشكل سلبي وغير مباشر على أساسيات العملية التربوية نفسها والتي تتمثل أولويتها القصوى في تنمية مهارات الطلاب الذهنية والنقدية بالإضافة لتنمية شخصياتهم الاجتماعية وتعزيز قدرتهم علي التواصل بفعالية واتقان.

لذلك فإنه من الهام بمكان خلق توافق مثالي بين جانبي المعادلة وهو تزويد طلبتنا بالأجهزة الحديثة واستخدامها أمامه وبين تدريبهم أيضا كيفية الكتابة يدويًا والحفاظ بذلك علي قدرات الدماغ الخاصة بهم ووظائف حاسة اللمس لديهما وذلك حرص منا علي تكوين فرد قادر علي التعامل بواقعية وسط العالم الرقمي الحالي والذي أصبح جزء أساسيا منه بلا شك وليس فقط كمتلقٍ سلبي للمعطيات.

هل يمكن للتكنولوجيا ان تغوص بنا اكثر داخل متاهات الكمبيوتر وانترنت الأشياء ؟

نعم بالتأكيد!

عندما يتم استخدام تلك الأدوات بسلاسة ضمن بيئة صفية منظمة ودون افراط بحيث يزيد اعتماد الطالب عليها كلما تقدم به العمر المدرسي ويتماشى طلبه للعلم مع مستوى المرحلة الدراسية الخاصة بكل سنة دراسية.

وهنا يأتي الدور الكبير للمعلمين والإدارات التعليمية لإعادة النظر وأحيانًا إعادة تصميم خطط الدروس بحيث تحقق افضل استفادة ممكنة لكل طالب بحسب احتياجاته الخاصة ومدخلاته الحسية المختلفة.

كما أنه من المفترض دعم وتشجيع المؤسسات الخاصة بتوفير برامج تدريبية منتظمة لمعلميها وعمالها حول أفضل طرق الدمج الصحيحة لهذه التقنيات الجديدة في النظام التعليمي الحالي.

وفي نهاية المطاف، تعتبر قضية المزج الأمثل بين الواقع "الملموس" والرقمي أحد أهم المواضيع المقلقة لعالم تربوي حديث يتطلع إلي تحقيق اعلى معدلات نجاح أكاديمي واجتماعي لدي النشء الجديد الذي ولد أصلا في عصر المعلومات والثورة الصناعية الرابعة.

لذلك وجبت علينا جميعا تحمل مسئولياتنا تجاه هذا الأمر الحيوي والهام للغاية فلنشكل معا جيلا واعيا مدركا لما حوله قاصد الخطوة التالية دوما نحو مستقبل مزدهر مليء بالإنجازات الفريده.

#إيجابية #إيجابي #مبكرا

1 Komentari