الثقافة الغذائية والهوية: هل فقدناها ام اعطيناها اهتمام اكثر مما تحتاج ؟

إن الحديث المطروح سابقاً يركز بشكل كبير على اهمية الحفاظ على اصالة اكلاتنا وموروثنا الثقافي وذلك بتحديث اسلوب اعداد ووصفاتها بما يناسب العصر الحالي ويلبي متطلبات الحياة العصرية .

لكن الواقع يقول انه غالبآ ما يتم التركيز علي جوانب الهويه التي تخص اطعام اجسامنا ونسيان الجزء الاخر وهو غذاؤ عقولنا وارواحنا والذي يعتبر بنفس الدرجة من اهم مكونات أي حضارة وفلسفتها الخاصة بها .

فإن كانت تراثنا الالذواقيه جزء أساسي من ثقافتنتا وهويتنا فإن مثقالنا الفكري والعلمي كذلك امر مهم للغاية ولا يجوز التقليل منه لأسباب اجتماعيه وسياسيه مختلفة .

لذلك بدلا من المجادلة حول اولويات بعض الأمور يجب ان نعمل معا علي ايجاد طريقة تجمع بين الاثنين وان لانسمح للفارق الزمني ان يؤثر سلبا علي ماتركه لنا السابقين من علوم ومعارف .

وبالمثل ، فان استخدام اجهزة الذكاء الصناعي وغيرها من الادوات التكنولوجية المستخدمه حاليا في مجال التربيه والتعليم يجب ان يتم توظيفه لتحقيق نتائج ايجابية وتعزيز عملية التعليم وليس اقصائها بالكامل كي لاتتحول الي مجرد ادوات حفظ معلومات بعيدا تماما عن مفهوم التربية الشامله للاطفال والتي تشمل العديد من المقومات كالتربية الاخلاقية والجسدية والنفسية وغيرها الكثير .

.

.

وفي النهاية فان المستقبل يحمل العديد من المفاجأت ولكن اهم نقطة هي انه يجب عليكم جميعا عدم السماح لماضيكم بأن يصبح عبئا عليكم وأن تتذكروا دوما بأن لكل جيل دوره الخاص الذي يقوم به تجاه وطنه وأمتّه.

1 Reacties