في خضم التطورات الاقتصادية والسياسية المتلاحقة، تأتي لحظة ضرورية لإعادة النظر في بعض المفاهيم الأساسية للحياة الحديثة.

بينما يسعى الكثيرون لتأسيس شركات صغيرة وتفعيل المشاريع الرائدة، يأخذ مفهوم "سد الاحتياجات" بعدًا أوسع وأكثر عمقًا.

فهو لم يعد مجرد مؤشر اقتصادي يعبر عن الطلب والعرض، ولكنه أصبح كذلك يمثل المسؤولية الاجتماعية نحو المجتمع المحيط.

إن تقديم خدمات وسلع تتناسب مع احتياجات الناس ليست فقط طريقة لاستثمار رأس المال، لكن هي أيضًا مساهمة فعلية في رفع مستوى الرفاهية العامة.

على صعيد آخر، وفيما يتعلق بالصحة العامة، يعتبر تصنيف المخالطين لمرضى كوفيد-19 بموجب معايير منظمة الصحة العالمية (WHO) مهمًا جداً.

إذ يقسم المركز الأوروبي لمراقبة الأمراض والوقاية منها (ECDC)، أولئك الذين يتعرضون لخطر أكبر للإصابة بفيروس كوفيد-19 تحت مسمى "مجموعة خطر عالٍ".

وتشمل هذه المجموعة الأشخاص الذين يتشاركون المنزل مع أحد المصابين، وكذلك أي اتصال وثيق خلال يوم واحد داخل نطاق نصف قطر يصل إلى مترين.

أما باقي أنواع الاختلاطات فهي تعتبر بـ"درجة مخاطر قليلة"، وهي تتمثل عادة بالاختلاطات القصيرة نسبياً وبدون تواجد مباشر قريب.

وهذا التقسيم مهم للغاية لوضع استراتيجيات ناجعة لحماية النفس ومنع انتشار الوباء.

إنه دليل واضح على الحاجة الملحة لاحترام خصوصيات الأفراد وحقوقهم حتى خلال أزمنة الكوارث الصحية والجائحات.

بالانتقال إلى مجال السياسة والعلاقات الخارجية، فقد سجل التاريخ عدة أحداث مثيرة مؤخراً.

أبرزها الاتفاق الذي جرى بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر بشأن دعم اقتصاد الجمهورية العربية السورية المتعثر جرَّاء سنوات الحرب الطويلة.

وقد جاء هذا الأمر كتعبير عملي عن الرغبة المشتركة بتحقيق نوع من الاستقرار النسبي لهذه المنطقة المنكوبة أصلاً.

وعلى الرغم من وجود العديد من العقبات التي تقابل طريق تنفيذ مثل هذه المبادرات بسبب الطبيعة المركبة للقضايا المطروحة هناك إلا أنها تبقى خطوة أولى نحو التعافي التدريجي.

كما أنه يجدر التنبيه هنا بأن الدور الرئيسي الذي لعبته مؤسسات دولية معروفة كالبنك الدولي سيكون نقطة مفيدة جديرة بالإشارة كون تأثيراته سوف تنعكس ايجابيا وبشكل مباشر على حياة السكان المحليين وذلك بخفض جزء من مستويات ديون الدولة الخارجة عن حدود المقبول.

ومع كل شيء نقول بأن النتائج النهائية تبقى مرهونة بتطبيق عملي فعال بالإضافة لعناصر أخرى متعددة الجوانب.

وعلى المستوى الداخلي لبعض البلدان المغاربية، تجلت صور ردود الفعل الشعبية والرأي العام عندما اختارت "حركة التوحيد والإصلاح"، ذراع حركة دعوية مؤثرة بالمغرب العربي وعضو أساسي بحكومتها ائتلافاتها البرلمانية رئاسة عبد الله بنكيران مرة ثانية لحزب العدالة والتنمية.

ويعتبر انتصار ابن كيران الجديد مؤشرا قويا لقاعدة شعبية راسخة ومتينة خلف قيادته الحالية وق