الثورة الخضراء.

.

.

الثورية الحقيقة

إن مفهوم "الثورة البيئية" كما طرحته في الجزء الأول من هذا النص يستحق التأمل العميق.

صحيح أنه لا يكفي الاكتفاء بتغييرات صغيرة في نمط حياة الفرد لحماية الأرض مما يحيط بها من مخاطر.

لكن قد يكون هناك جانب آخر مهم وهو ضرورة تبني نهجا أكثر شمولية.

فماذا لو كانت الثورة الخضراء ذات طابع اجتماعي/ اقتصادي حقيقي؟

ما هي النتائج المترتبة على مثل تلك الرؤية مقارنة بمفهوم الثورة السياسية الصارمة؟

إن التحليل الدقيق للموضوع يشير إلى وجود علاقة وثيقة بين العدالة الاجتماعية وحماية البيئة.

فالشعب الفقير غالبا ما يعاني من مشاكل بيئية أكبر بكثير نتيجة عدم قدرتهم على تحمل تكلفة بدائل أفضل وأكثر مراعاة للطبيعة.

لذلك فإن تحقيق المساواة الاقتصادية الاجتماعية قد يؤدي بشكل غير مباشر إلى تقليل الضغط الواقع على موارد الأرض وبالتالي دفع عجلة التنمية المستدامة للأمام.

وهنا تظهر أهمية ربط القضايا الحقوقية بالتحديات العالمية الملحة والتي تعتبر البيئة أحد أبرزها حالياً.

هذه ليست دعوة للتخلي عن المطالبة بسياسات حكومية راديكالية تجاه تغير المناخ، ولكنه منظور مختلف يدمج بين رفاهية الإنسان وصحة الكوكب باعتبار أنها مساران متوازيان لإنجاز هدف مشترك.

إن نجاح أي حركة شعبية عبر التاريخ كان مرتبط ارتباط وثيق بإلحاح الحاجة إليها وقدرتها على جمع المؤيدين حول قضية ملائمة لهم ولظروف عصرهم.

ومن الواضح جدا اليوم حاجة البشرية لخطاب مختلف قادر على توحيد الجهود نحو مستقبل مستدام حقا.

#والوسواس

1 코멘트