التوازن بين الحياة المهنية والشخصية ضرورة ملحة لضمان الصحة العقليّة والجسمانيّة للفرد والمجتمع ككل؛ فهو لا يعدُّ اختياراً فردياً فقط، وإنما يحتاج دعماً مجتمعياً وثقة بالنفس للتكيّف مع متطلبات العصر الجديد والحفاظ عليه رغم تحدياته العديدة مثل الضغط الوظيفي والرقميّ وغيرها مما قد يؤثر سلباً إذا لم يتم التعامل معه بمرونٍ وحكمة.

ومن هنا تأتي أهمية تبني مفهوم "العمل عن بعد" الذي يوفر بيئة عمل مرنة تسمح بتوزيع الأدوار المنزلية توزيع عادل داخل الأسرة وبين أفراد المجتمع الذين أصبح لديهم الآن فرصة أفضل لإعادة اكتشاف ذواتهم بعيداً عمّا اعتادوه سابقاً.

كما يجب إعادة النظر بطريقة التعليم التقليدي وتبسيط طرق تدريس المواد الدراسية بما يتناسب وقضاء المزيد من الوقت العائلي بالإضافة لتطوير مهارات جديدة لدى النشء منذ صغر سنهم حتى يكبروا وهم قادرون فعلا على مواجهة أي مصاعب مستقبلية سواء كانت اجتماعية أم اقتصادية.

وفي نفس السياق فإن استخدام تقنية الذكاء الصناعي في مختلف جوانب حياة الإنسان اليومية بات واقعا حاليا ولا مناص منه لذلك فإنه لمن واجب الحكومة توفير بنية تحتية قوية تساند تقدم البلاد نحو مزيدا من الرقي والتقدم الحضاري المبنى علي أسس راسخة وليس مؤقت.

إن غياب تلك البينة يعني حتما عدم القدرة على اللحاق بركب العالم المتغير بسرعة محيرة للعقول جميعها بلا استثناء .