عبقرية الإنسان.

.

.

هل هي مُقدَّرة أم مسيئة؟

هل العبقرية دائما محل تقدير واحترام؟

أم أنها قد تواجه سوء الظن والتجاهل حتى لو كانت تستحق أكثر مما حازت عليه ؟

إن كان لدينا جاحظ العرب الذي وصفوه بالحافظ الذكي صاحب النوادر والكرمات والذي ترك بصمة واضحة رغم الشكوك حوله ؛ وهناك أيضًا روبن فان برسي اللاعب المذهل الذي يعتبر أحد أفضل المهاجمين الذين عرفتهم كرة القدم بعد تلقيه للإشادة والنقد بسبب ادائه وظروف انتقاله.

وفي عصر آخر حيث العلوم الطبية تقدم حلولا لحالات مستعصية كالوباء العالمي الحالي حيث يقدم لقاح سبوتينيك الخامس درجات عالية جدا من السلامة والفعالية ولكنه ظل عرضة للطعونات لأسباب سياسية آنذاك .

كل تلك الأمثلة توضح بأن الاعتراف والإقرار بالمواهب الفريدة سواء كانت ذهنية ام بدائية قد تكون ذات طابع مزدوج وغير ثابت وقد تخضع لمعايير مختلفة حسب الزمان والمكان وحتى المصالح الشخصية للمتخصصين وصناع القرار .

لذلك فإن التعريف الدقيق لما يسميه البعض عبقرية وما اذا كانت مكافأة بقدر جهده ام انها تستحق المزيد من الدراسة والاحترام امر يستحق التأمل العميق للنظر اليها بموضوعية اكبر .

هل ستكون هناك حاجة لتعديل طرقنا التقليدية لفهم مفهوم العبقري؟

ربما علينا ان نعيد تعريف مصطلح العبقرية ونبحث فيما إذا كنا نقوم بتقييم الأشخاص حقا حسب مزاياهم الحقيقية ام أن عوامل أخرى خارجية تلعب دور كبير فى تحديد مكانة كل فرد؟

إنها بالفعل قضية جديرة بالتنقيب والدراسة المتأنية.

1 Kommentare