قد يبدو الأمر مفاجئا لكن العلاقة بين حق الدول الخمس الكبرى في مجلس الامن (الفيتو) ونمط حياتنا الرقمية المعاصرة تحمل توازنات وتشابكات عميقة تستحق التدقيق والاستقصاء.

إن مفهوم سلطة الفيتو يمثل جوهر الصراع الدائر منذ زمن طويل بشأن التوازن بين الاستقلال الوطني والمسؤولية المشتركة نحو نظام عالمي أكثر عدالة واستقرارا.

وفي نفس الوقت، تتطلب البيئة الرقمية ذات الوتيرة المتزايدة منا أيضا إعادة النظر في طرق تفاعلنا وتبادل المعلومات واتخاذ القرارات.

فلنفترض للحظة فقط أنه بدلا من رؤيتها كمصدر محتمل لانعدام النظام والفوضى، يمكن اعتبار قوة الفيتو بمثابة "ميزة فريدة"، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمواجهة المخاطر والخطر الذي تشكله وسائل التواصل الاجتماعي الصحية النفسية والعامة.

تخيل لو امتلك قادة العالم صلاحيات مماثلة لحماية شعوبهم ودولهم ضد الآثار الضارة للإعلام غير المقيد وانتشار الأخبار المزيفة والأزمات المصطنعة عبر الانترنت!

بالإضافة لذلك، يمكن التساؤل فيما إذا كانت ألواح المفاتيح وأجهزة الهواتف الذكية هي المجالات الجديدة للتعبير السياسي والتغيير الاجتماعي والتي ستصبح ساحة اختبار للإجراءات التصحيحية للحكم الرشيد.

إذ يجبر هذا السيناريو القادة فعليا علي الاعتراف بحدود السلطة التقليدية ويتطلب منهم اعتناق نماذج حكم أكثر شمولية وتعاوناً.

ختاما وليس آخرا، هناك حاجة ملحة لإعادة وضع الأولويات بحيث نحمي ما هو حقيقي وآدمي وسط تدفق البيانات والمعلومات اللانهائية.

ومن خلال تبني منظور جديد لقوة الفيتو والسلطة التنظيمية داخل المجال الإلكتروني، سنتمكن بالتالي من رسم مستقبل يعطي فيه الاهتمام الأكبر لما يستحقه الإنسان بالفعل – الصحة العقلية والعلاقات الاجتماعية القوية وبناء مجتمعات أكثر وعياً وترابطاً.

فلنشارك جميعا في نقاش بنّاء حول إعادة تصور القيم الإنسانية الأساسية ضمن مشهد متصل رقميا!

#صحي #الأمثل #لجميع #الشاشة #كيفية

1 Commenti