إن مستقبل ديمقراطيتنا معرض للخطر بسبب سطوة الرأي العام المندفع والاستقطاب الذي يهيمن على حساب التفكير العميق والتركيز على القضايا الأساسية.

ففي حين تقدم منصات وسائل التواصل الاجتماعي مساحة واسعة للتعبير الحر، إلا أنها تسهم أيضًا في انتشار المعلومات الخاطئة وانتشار سلوكيات الاستقطاب، وهو أمر يهدد صلب عمليات صنع القرار الجماعي لدينا.

وبدلاً من المشاركة في محادثات منتجة مبنية على البحث وفهم عميق لقضايا المجتمع، نشهد اليوم ظهور مواقف آنية وانطباعات سريعة ربما تؤذي قلب الديمقراطية نفسها.

فلنتساءل جميعًا إن كنا راغبين حقًا في التضحية بهذه القيم الأساسية المتعلقة بالحوار المدني مقابل ما يبدو سهولة العالم الافتراضي.

ومن الضروري تحدينا لأنفسنا وتعميق تفكيرنا لمعرفة مدى أهمية وضرورة دفاعنا عن ديمقراطيتنا، وإيجاد طرق لإعادة توظيف قوة الاتصالات الرقمية لصالح هدف نبيل كهذا.

وفي تحليل شامل لأبرز الأحداث الإخبارية، لوحظ وجود روابط وعناصر مشتركة تجمع بين موضوعات مختلفة.

أولًا، سلط الضوء على أهمية الالتزام بالقانون واحترامه، بغض النظر عما إذا تعلق الأمر باتباع قوانين الانتخابات كما حدث في حالة الرئيس التونسي أم التفاوض حول العقود واتفاقات النقل كما ورد ذكره فيما يتعلق بإمكانية انتقال المدرب العالمي إيريك تن هاغ.

ثانيًا، أكدت الأخبار حرية اختيار الفرد واستقلاليته أثناء قيامه باتخاذ القرارت الهامة الخاصة به وحياته المهنية، ولكن تبقى مسؤوليتين أخلاقيات وقانونية مرتبطه بتلك الاختيارات والإجراءات.

ثالثًا، ظهر التأثير الكبير للشخصيات المعروفة وقوتها المؤثرة داخل المجالين السياسي وكرة القدم، حيث أسهمت تلك الشخصيات بموجات كبيرة من النقاش والمبادرات الجديدة داخل نطاق عملها الواسع.

وتشمل هذه الجوانب الأساسية احترام القانون، واستقلالية الاختيار، ونفوذ الأفراد ذوي المكانة العالية، وهي جوانب تستحق مزيدا من الدراسة والبحث لفهم العلاقة الدينامية الموجودة بين قطاعي السياسة والترفيه.

وعلى صعيد التعليم الرقمي، فهو أكثر بكثير من مجرد رد فعل مؤقت أمام الأزمات الصحية.

لقد أصبح تحولا جذريّا وضروريا لحقوق الأطفال وحصول الجميع عليه بلا استثناء.

ومع ذلك، فقد أظهر الوضع الحالي بعض السلبيات ومحدودية نظامنا التعليمي التقليدي عند التعامل مع الواقع الجديد لهذا التحول.

إذ ركز الكثير منا بشكل أساسىّ على توفير الوصول الى الانترنت واكتساب المعدات اللازمة، مما جعل الهدف الرئيسي وهو اعداد الطلاب لمهارات المستقبل الضبابية، ويجب علينا ادراك انه لن يحدث التعلم الفعال والمعرفى اذا اقتصر الامر فقط امام الشاشة!

فلا بد اذن من العمل سويا لتحقيق نمو

#السياسة #حملة #والدلالات

1 التعليقات