مصائر متباينة.

.

بين هواجس البقاء في الغرب وحنين الشرق

تُلقي هاتان المقطعتان ضوءاً كاشفاً على التباينات الاجتماعية والاقتصادية العملاقة التي قد تراود المجتمعات الحديثة؛ فالصرخة المؤلمة لفنانٍ يعبر عن شعوره بالإحباط والعجز أمام الواقع القاسي تتضح أيضاً في حياة مهندس يعمل بجد ويحافظ على واجباته المالية لكنّه يفقد كل ما عمل له نتيجة ظروف خارجة عن ارادته.

وتتشابه هذه الحالة مع معاناة عاملة أخرى تجد نفسها بلا مأوى بسبب ارتفاع تكاليف الايجارات الجنونية.

وهذا يؤكد بأن مفهوم تحقيق الأمن الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي أمر نسبي للغاية ويمكن فقدانه بغض النظر عن الجهود المبذولة لتحقيقه.

ومن جهة اخرى، تظهر الصورة الأخرى لهذا العالم عبر سرد تاريخ منطقة الحجاز العريق وارتباط أهلها بجذور عميقة متجذرة بعادات وتقاليد راسخة مما يوحي باستقرار أكبر وسط التقلبات العالمية.

وقد يدفع هذا البعض لاستحضار الماضي بحثا عن حلول لما نشعر به الآن من عدم اليقين بشأن المستقبل.

هل هناك درس نتعلمه من هذا التباين؟

ربما انه يجب علينا كمجتمعات غربية التأمل فيما اذا كانت هياكلنا الاساسية تحتاج بالفعل الى اصلاح جذري لمنع وقوع المزيد من الاشخاص في افخاخ مشابهة لأبطال هذين السيناريوهين الدراميين.

أما بالنسبة لنا نحن الذين ننتمي لحضارات عتيقة وقوية فقد نستمد منها مصدر قوة وثبات عند مواجهة المصائب والمحن غير المتوقعة.

إن فهم وموازنة كلا الجانبين ضروري لبناء مستقبل أفضل يسوده العدالة والأمان للجميع بصرف النظر عن انتماءاتهم الجغرافية المختلفة.

#إريك #واستثمار #يكون

1 הערות