بين الأصالة والتقليد.

.

أزمة الهوية في عصر المعلومات في زمن بات فيه كل شيء قابلا للمشاركة والنشر الرقمي، يصبح البحث عن التميّز والفروقيَّة أمرٌ شديد التعقيد.

فالمنصات الاجتماعية، بكل جاذبية أضوائها الزاهية وبريق نجوميتها الوهمي، تخلق حالة من الضبابية حول مفهومنا للذات والهوية الجماعية.

السؤال هنا: ماذا لو أصبح النجاح مرتبطا بمحاكاة الآخرين ونسخ صيحاتهم وملابسهم وحتى آرائهم؟

!

حينها يتحول الفضاء الافتراضي لمكان للاختباء خلف أقنعة زائفة، بينما تختنق الأصوات الحقيقية وتندمج تدريجيا في كتلة واحدة متشابهة بلا روح ولا لون مميز لها سوى تقليد مقلد.

هذه ليست دعوة للانعزال عن العالم، ولكن لرسم خطوط فاصلة بين الانفتاح والإبهار وبين الاحتفاظ بذواتنا وبموروثنا الثقافي الفريد.

فعندما نفقد بوصلتنا الأخلاقية وأسلوب حياتنا الخاص بنا، فإننا نخسر جوهر وجودنا وحقوقنا الأساسية بالإنسان الحر صاحب الرأي والرأي الآخر المختلف عنه والذي يحتفل بالاختلاف كمصدر قوة وليس عيب يستوجب التجاهل والاستبدال بالأجنبي الغريب عنا.

الحياة جميلة بتنوعاتها المختلفة؛ لذلك فلنتقبل التنوع ولنكُن سفراء لحضارات شعوب الأرض كافة بدل تصنيفها حسب طبائع البشر الذين هم أساس الاختلاف والاختيار أيضًا.

إنها مسؤوليتنا المشتركة تجاه مستقبل أفضل لأطفال المستقبل الذين سيرثونه يومًا ما.

فلنعمل جميعًا سعيًا نحو تحقيق عالم يعيش فيه السلام والحوار ويحل محل النظرة المتعالية نظرة الاحترام المتبادل لقبول الغير كما هو دون تغيير أو تشكيل خارج نطاق ارادته الحره تماماً كما فعل الكثير ممن سبقنا بنشر رسائل ساميه عبر التاريخ الانساني الطويل والمعروف لدى العلماء والمتخصصيين بتاريخ الشعوب والحركات الاجتماعيه الحديث منها والقديمة.

1 Mga komento