هل يستطيع التعلم الآلي انتزاع الهوية الثقافية للإنسان؟

هل يتجاوز خطر الانتقاص من مهنة التدريس مجرد فقدان وظائف للمعلمين؟

إن ما يجدر الانتباه إليه هو احتمالية تأثير ذلك بشكل عميق على نقل القيم والهويات الوطنية ونقل تراث الشعوب عبر العصور!

فعلى سبيل المثال، كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تعريف طالب عربي بمعاني كلمة «وطن» أو شرح مفهوم الضيافة الأصيل المرتبط بتاريخ وثقافة بلاده؟

وهل يمكن لهذه الآلات غير المدركة للعواطف والتجارب الإنسانية تقديم مفاهيم كالشهامة والكرم بمثل قوة التأثير لتلك التي يتم تلقيها مباشرة ممن عايشوها وعاشوها تجربة واقعية ؟

قد يكون المستقبل القريب مليئ بالتحديات المتعلقة بحماية الخصوصية الثقافية والحفاظ عليها أمام هيمنة التقنيات المتسارعة والتي غالبا ما تحاول تغليف نفسها بعباءة العالمية بينما تفتقر لأعمق جوانب الإنسانية.

فالعربي لا يتعلم فقط اللغة وحدها وإنما أيضا يفخر بلغته ويعيش حكايا شعره وتراثه الحضاري ويستمد منه القوة والمقاومة لكل غازٍ مستعمر.

.

.

وهذا جانب أساسي يجب مراعاته أثناء تصميم برمجيات تعليمية مستقبلية متعددة الجنسيات بحيث تسمح بترسيخ الروح الثقافية لكل شعب ضمن عملية التعلم الرقمية الجديدة.

فلنضع نصب أعيننا هدف الحفاظ علي خصوصيتنا وقوتنا اللسانية والفكرية جنبا إلي جنب مع تبني آخر التطورات العلمية والاستفادة منها لصالح تقدم المجتمع البشري ككل.

1 نظرات