إن التحول الرقمي الذي نشهده اليوم لا يقتصر فقط على تغيير طريقة عملنا وعيش حياتنا الاجتماعية، بل إنه يؤثر أيضاً وبشكل جذري على صحتنا الجسدية والعقلية وعلى مستقبل رياضتنا المفضلة!

هل تخيلتم يوما كيف ستغير تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز تجربتنا لممارسة الرياضة؟

إنها ليست أحلام بعيدة المنال بعد الآن حيث بدأت العديد من الشركات بتطوير منصات افتراضية متقدمة تسمح للاعبين بمزاولة هوايتهم وهم جالسون في منازلهم بكل راحة وأمان وفي ظل ظروف مناسبة لكل منهم حسب خصوصياته الصحية والفنية وحتى النفسية منها مما قد يجعل الأمر أكثر فعالية مقارنة ببعض الطرق التقليدية المتبعة حالياً والتي تتطلب جهداً بدنياً أكبر بكثير ولا تناسب الجميع.

كما أنها فرصة عظيمة أمام هؤلاء الذين يعانون من قيود طبية تعيق قدرتهم على الحركة بحرية خارج المنزل لأسباب مختلفة كتلك المتعلقة بفيروس "كورونا" مثلاً.

هذه التقنية الجديدة الواعدة تحمل وعداً كبيراً بأن تصبح جزءاً مهماً جدا من نظام التدريب الاحترافى مستقبلا خاصة وأن العالم أصبح قرية صغيرة التواصل داخلها سهلاً للغاية ويمكن للفنان أو الرياضيين وغيرهما الكثير مشاركة خبرتهم ومعرفتهم عبر شبكات الإنترنت العالمية بدون أي عناء يذكر بينما هم يجلسون خلف الشاشات الإلكترونية الخاصة بهم .

فقد أصبح بإمكان نجم الكرة البرتغالي كريستيانو رونالدوا مثلا ان يقدم نصائحه وتقنياته الفريدة لتمرينات اللياقة البدنية لجمهور واسع حول الكوكب وذلك عن طريق بث مباشر اونلاين يشاهده ملايين الأشخاص لحظتها ويتفاعلون معه ويتعلمون منه أمور ربما كانوا سيجهلونها لو لم يكن هناك اتصال رقمي فعال بين الطرفين.

وهكذا فان الظروف القاسية لهذا العام برهنت بان لدينا طرق مبتكرة للتكيف والاستمتاع بالحياة حتى عندما تبدو الأمور قاتمة وقاتله بعض الشيء ، انها شهادة أخرى علي قوة العقل الانساني وقدرته الخلاقه علي ايجاد حلول للمشاكل مهما كانت درجة صعوبتها .

فكما قال أحد الحكماء ذات يوم : «الإنسانية لديها القدرة المذهلة علي التأقلم» وهذه بلا شك حقيقة أكدت نفسها مرارا وتكرارا طوال تاريخ البشريه المضطرب دوما إلا انه دائما ما يحمل بصيص امل ورغم كل شيء فانه سيرحل تاركا وراءه دروس ثمينة نتعلم منها ونواصل مسيرتنا نحو المستقبل الزاهر باذن الله عز وجل.

#الرصد #العقلي #وهشاشة

1 تبصرے