إعادة هيكلة الاقتصاد العُماني: ضرورة ملحة نحو التنويع والاستقرار

تواجه سلطنة عمان تحدياتٍ حقيقية فيما يتعلق بسياساتها المالية واعتمادها الكبير على عائدات النفط، التي شكلت مصدر دخل أساسيّ لها لعقود متواصلة.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتوسيع القاعدة الضريبية وتقليل الاعتماد على النفط، إلا أنه لا يزال هناك الكثير الذي يجب القيام به لضمان مستقبل اقتصادي آمن ومستدام للسلطنة وشعبها.

تحديات التبعية للنفط وآثارها

إنَّ تركيز الحكومة العُمانية على قطاع واحد فقط لتوفير غالبية مواردها المالية يجعلها عرضة لتقلبات أسعار النفط العالمية.

وقد شهد العالم عدة فترات من الهبوط الحاد في أسعار الخام، مما سبب عدم انتظام في تدفق الإيرادات وارتفاع معدلات العجز والاقترضاض لدى العديد من منتجي النفط بما فيها عمان.

وهذا بدوره يعني تأجيل مشاريع عامة مهمة وتزايدا في الأعباء المالية للدولة.

الحاجة الملحة للتنوع الاقتصادي

لحل هذه المشكلة جذريا، يتعين على صناعي القرار التركيز على تطوير وتنفيذ برنامج طموح لإنشاء مصادر متنوعة للإيرادات غير مرتبطة بتقلبات السوق الدولية.

ويمكن القيام بذلك بتسهيل الاستثمار الخاص وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة فضلا عن دعم الصناعات الجديدة مثل السياحة والسفر، والمعرفة والإبداع، والبنى التحتى الحديثة وغيرها الكثير.

فهذه المجالات لديها القدرة على خلق فرص عمل جديدة وزيادة الحراك الاجتماعي وتحسين نمط المعيشة العامة لشعب السلطنة.

الإصلاحات المؤسسية والسياسات المالية الصلبة

يتعين أيضا تنفيذ إصلاحات مؤسساتية واسعة النطاق لإرساء الثقة والثبات في البيئة التجارية والاستثمارية بالسلطنة.

ويتضمن هذا تحديد أولويات الشفافية والكفاءة في المؤسسات الحكومية وتعزيز بيئات تنظيمية داعمة للأعمال الخاصة.

كما ينبغي وضع سياسات مالية صارمة تراعي الظروف الاقتصادية الحالية وترعى مدخرات احتياطية كافية لأيام عصيبة محتملة.

الاستثمار في رأس المال البشري

بالإضافة لما سبق ذكره، يعد استثمار السلطنة في رأس المال البشري أحد العناصر الحاسمة لتحقيق النجاح الاقتصادي طويل الأجل.

وينطبق الأمر هنا على توفير تعليم نوعي رفيع المستوى وبرامج مهنية ومبتكرة تساعد الشباب العمانيين على دخول سوق العمل بكامل أدواته ومعارفه اللازمة للتكيف مع الاحتياجات العالمية المتغيرة بسرعة البرق.

فالشباب هم المستقبل وهم الأكثر قدرة على دفع عجلة التقدم إذا ماتوفر لهم الفرصة المثلى لذلك.

ختاما.

.

.

تعتبر إعادة هيكلة النظام الاقتصادي بالكامل خطوة ليست سهلة ولكنها بلا شك قابلة للقيام بها عبر مجموعة

#العسكرية #يركز #تحديات #حرج #السنوات

1 التعليقات