هل تستحق التضحية بتجربة تعليمية حقيقية في سبيل النجاح الافتراضي؟

لا شك بأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم تحمل وعوداً كبيرة بتبسيط العملية التعليمية وزيادة كفاءتها.

لكن هل هذا يعني أنه يجب علينا الاستسلام لهذا النموذج الجديد وإغلاق أبواب التواصل البشري الحميم داخل قاعات الدراسة التقليدية التي عرفناها طوال عمر الإنسانية الحديثة؟

قد يكون هناك توازنٌ أفضل يتمثّلُ في دمج التقدم التكنولوجي مع القيم التعليمية الأصيلة والتي تشجعُ على النضوج الاجتماعي والعاطفي لدى النشء بالإضافة للمعرفة النظرية المجردة.

فعلى الرغم مما توفره منصات التعليم عن بعد وغيرها من أدوات مساعدة أخرى من مرونة وسلاسة فيما يتعلق بالحضور والمحتويات الدراسية، إلّا أنها تبقى غير كاملة مقارنة بحياة القاعة الصفية وما تحمله من دروس اجتماعية مهمة تتعلق باكتساب مهارات القيادة والحوار والنقاش الجماعي وغيرها كثير مما يؤثر تأثيرا مباشراً وواضحاً على مستقبل الطالب وشخصيته المستقبلية بشكل عام.

لذلك فالهدف ليس إلغاء أحد الطرفين لصالح الآخر بل البحث دوماً عن صيغة تعاونية تربط بينهما بحيث نحصد فوائد كلا العالمين دون خسائر جانبية مؤثرة.

وفي السياق نفسه يأتي موضوع الربح الإلكتروني من خلال التسويق الرقمي والذي يكسب شعبية يومية بسبب سهولته وانتشاره الواسع خاصة وسط الشباب الطموحي.

وهنا أيضاً تنطبق نفس القاعدة سالفة الذكر حيث ينبغي دراسة الموضوع بعمق ودراسة الجوانب المختلفة له قبل الانطلاق فيه بلا ضوابط أو حدود، لأن الثقة العمياء بهذه الطرق الجديدة دون فهم آليات عملها الداخلية قد تؤدي لعواقب وخيمة تهدد مصداقية الفرد ومكانته الاجتماعية والقانونية كذلك الأمر.

ولذلك تحتاج مثل تلك المواضيع لدراسات معمقة وجلسات نقاش موسعة لمعرفة مزاياها ومساوئها بدقة متناهية كي يتخذ المرء قراره الصائب بشأن الاستثمار فيها أم تجنب مخاطرها المحتملة.

وهذا يشكل تحديا مشتركا لكل مهتم بمواكبة عصرنا الحالي المتغير باستمرار وبسرعات مدهشة.

#مشرفين #إنها #28371

1 التعليقات