رحلة البحث عن الذات وسط فوضى العصر

في بحر المعلومات المائج الذي يتلاطم فيه كل يوم آلاف الأحداث السياسية والاقتصادية والتكنولوجية، قد يفقد المرء بوصلته الداخلية ويبحث عن هويته ومعناه الخاص.

هناك سؤال واحد مهم يدفعنا دائمًا نحو الأمام: ما الحكمة التي تبقي شعوب الأرض مرتبطة بجذورها وقدراتها العقلية بينما تسعى لتلبية الاحتياجات الأساسية؟

الإجابة ربما تكمن في العلاقة الحميمة بين تعلم مهارة رفيعة المستوى وفهم أخلاقيات الحياة العميقة كما هو الحال في فلسفة تعليم الحوزة الديني الإسلامي الشيعي.

هنا يتم الجمع بين تدريب الذهن وتهذيب روح الإنسان ليصبح قادرًا علي المساهمة بإيجابية للمجتمع وللانسانية جمعاء خارج نطاق المصالح الشخصية أو المكاسب الدنيوية الخالصِة .

على نفس المنوال ولكن بروح حديثة وعصرية، تقدم أحداث مثل معرض جيتكس أفريقي بالمغرب نموذجا ملائما لكيفية استثمار الشباب لقدراته وطموحه لبناء مستقبل مزدهر.

إنها شهادة جريئة بأن فرص النمو والإبداع لا حدود لها بغض النظر عن موقع جغرافي معين وأن التطوّر العلمي والرقمي بات ضرورة ملحة لتحقيق المزيد من الفرص الملائمة لسوق عمل متغير دوما ومواكب لأحدث مستجداته وتقلباته.

ويبقى الدرس الأكبر من ذلك كله أنه مهما بلغ حجم التغيرات الخارجية المؤثرة علينا سواء سياسياً أو اقتصاديا فإن جوهر بقاء المجتمعات واستدامتها مرهونا بقدرتها المستمرة علي إعادة اكتشاف نفسها وترويض طاقات شبابها لصنع غد أفضل لهم جميعا.

فلنحافظ إذَنْ علي تراث الماضي ونستغل حاضر اليوم لنبتكر مستقبلاً يليق بنا وبجهود آبائنا وأجدادنا الذين زرعوا بذور الحضارات عبر التاريخ.

.

إنه حقٌ للعلم والمعرفة أن تبقى خالدة!

1 التعليقات