إن الأزمة الطاقوية العالمية المتفاقمة تلقي بظلالها ليس فقط على سياسات الدول الفردية وإنما أيضا على النظام الاقتصادي العالمي برمته.

إن اعتماد العديد من الدول الكبرى على مصادر طاقة محدودة ومحددة جغرافيًا يفتح المجال أمام منافسات شرسة وتدخلات مؤثرة فيما يتجاوز السياسات الداخلية لتلك الدول.

فعلى سبيل المثال، فإن العلاقة بين روسيا وأوروبا بشأن الطاقة ليست مجرد علاقة تجارية بل هي سلاح ذو حدين يستخدم لتحقيق مكاسب سياسية واستراتيجية لكلا الطرفين.

كما أنه لا يمكن فصل دور إيران الناشئ كلاعب أساسي في أسواق النفط شرقاً عن حساباتها الجيوسياسية الإقليمية والدولية.

أما بالنسبة للجزائر، فقد أصبح زيارتها للصين ذات مغزى أكبر مما يوحي به الظاهر؛ فهي خطوة نحو مزيدٍ من الانفتاح الدبلوماسي الذي بدأ عام ٢٠١٩ والذي يشكل نقطة تحول هامة لمواجهة تبعات جائحة كورونا وما خلفته من آثار اقتصادية وسياسية محلية ودولية.

أخيرا وليس آخرا، يبقى التعليم والاستثمار فيه ضمانة مستقبل أي أمة مهما اختلفت توجهاتها وانتماءاتها الحضارية والفكرية.

فهل ستنجح دول الجنوب العالمي في رسم مسار مختلف عما مضى؟

وهل قادرون حقا على قلب المعادلات لصالح شعوبنا وأجيالنا القادمة؟

الوقت وحده كفيل بالإجابة!

1 Kommentarer