بينما نستعرض الطبيعة الديناميكية للتغيير الشخصي وكيف يؤدي البحث عن فرص أكبر في الخارج غالبًا ما يكون بمثابة نقطة تحول عميقة، فإن هذا يشجع حقّا على نقاش وافٍ حول موضوع العولمة والهجرة.

في حين أنه صحيح أنه يوجد العديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية لهجرة الأفراد المهنيين ذوي الكفاءة - والتي غالبا ماتحدث ضمن نطاقات متعددة بما فيها الرياضة كما رأينا في حالة تاليسكا ومثال آخر مشابه يتعلق ببرامج الهجرة للمطورين التقنين - إلا ان هناك جانب هام للغاية وهو تأثير ذلك علي المجتمع المحلي الذي يتم تركوه خلفك والذي يواجه بدوره فقدانا لا يعوض لمواهبه وقدراته البشريّة .

إن مفهوم 'الهرب الدماغي' Brain Drain يمثل قضية ملحة حيث ينتقل الرساميل البشرية بعيدا تاركين وراءها فراغا ثقافيا ومعرفيا صعب التعويض وقد يزيد الضغط الاقتصادي والتوتر السياسي الداخلي سوء الوضع أكثر فأكثر مما يجعل عملية جذب تلك المواهب أصعب بكثير في المستقبل.

لذلك ربما يحتاج الأمر الي سياسات دولية أكثر فعالية للحفاظ علي رأس المال البشري داخل الحدود الوطنية وتشجيعه عبر حزم مغرية للاحتفاظ بهم واستقطاب المزيد منهم وعدم السماح بخروجهم أبدا!

وفي نفس الوقت فنحن نعلم جيدا بأن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة وأن التواصل والمعرفة تبادلية وليست أحادية الاتجاه وبالتالي فهي فرصة ذهبية لتكوين شراكات تعاونية تفيد جميع الأطراف المشاركة فيها سواء كانت مؤسسات حكومية أم خاصة.

إنها بالفعل لعبة ذات نتائج صفرية ولا أحد رابح فيها لوحده دون الآخر.

هذه القضية تستحق دراسة معمقة لفهم آثارها طويلة المدى واتخاذ القرارات المدروسة بشأن مستقبل تنميتنا البشرية المشتركة.

#بالنسبة #الأصلية #والحياة

1 Komentari