بين الثقة والاستفزاز.

.

قراءة في مستقبل "الناتو" وروسيا وأوكرانيا!

في عالم اليوم الذي يتسم بالتطورات السياسية والاقتصادية المتسارعة ، تأتي أهمية النقاش الدائر بشأن العلاقة المعقدة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي(NATO ) وانعكاساته المحتملة علي دول مثل أوكرانيا والتي تعد لاعبا أساسيا فيما يحدث .

فالتوسع التدريجي لحلف الناتو باتجاه الحدود الشرقية لأوروبا وبشكل خاص قرب منطقة البحر الأسود لم يكن سوى شرارة لإشعال فتيل المواجهة الجديدة بين القطب الشرقي والغربي عالمياً.

ولكن دعونا ننظر بإمعان لدوافع هذا التوجه ولما له من تأثير مباشر وغير مباشر علي مصائر شعوب المنطقة برمتها.

تبدأ جذور المشكلة بتوقعات بعض المراقبين والمحللين بأن تركيز الحلف الآن ينصب تجاه منطقة شرق أوروبا وقريب منها تحديداً الجمهوريات السوفياتية سابقا وذلك عبر تقديم ضمانات عسكرية وسياسية مما يعد تهديد مباشر للنفوذ الروسي التاريخي بهذه المنطقة ويبرهن أيضاً بأن السيادة الوطنية للدول المجاورة ليست مضمونة دائما أمام الطموحات الدولية مهما بلغ حجمها وصلتها بالقوة والحضارة كمثل اليونانية والرومانية وغيرها الكثير ممن سبقت لهم تجربة مماثلة ولم يعودوها أبدا إلي يومنا الحالي.

وعليه فإن ما تمر به أوكرانيا حاليا وما ستشهده لاحقاً سوف يكشف مدى نزاهة المقاصد الإنسانية المعلنة عنها ضد ممارسات واقعية تحمل أجندات مختلفة ومعايير مزدوجة تنتهج مبدأ الغايات تبرر الوسائل لتحقيق مكاسب آنية لصالح طرف واحد فقط بغض النظر عن حقوق الآخرين وتطلعاتهم نحو مستقبل مزدهر حر مستقل يأخد زمام الأمور بنفسه بدلاً من الانجرار لمخططات الغير خدمة لرغبات غير مشروعه.

وبالتالي فلابد لكل دولة ان تستعيد كامل صلاحيتها وتقرر مصير نفسها بحرية وديمقراطيه ونزاهه بعيدا كل البعد عن أي تدخل خارجي مهما كانت الظروف والدواعي المزيفة التي يقدمونها لانقاذ البشرية !

فهي لعبة كبيرة جدا فيها الربح والخسران واضح منذ البدء وهي مسؤلية الجميع التصدي لها بالحيلة وبالعلم وليس بالإتكاليه والإستكانة لما يراد فرضه عليهم طائعين ام مجبريين فالقرار قرار الشعوب الحره دوما وابداً.

#بينما #جديدة #الصحراء #الدولار #الغربية