إن العالم الذي نعيشه اليوم هو عالم مزدوج الوجه؛ فهو يمتاز بتطور هائل في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وفي نفس الوقت يعاني الكثير منا من فجوة أخلاقية وقيمية عميقة.

صحيح أن التقدم التكنولوجي فتح آفاقا جديدة وأتاح لنا فرصا لا حصر لها، لكنه أيضاً حمل معه تحديات خطيرة تهدد جوهر إنسانيتنا وهويتنا الثقافية والدينية.

من جهة، يتحدث البعض عن الحب والرعاية كسبب مشروع لعلاقات خارج إطار الزواج الشرعي، ناسيين بذلك قداسة العلاقة المقدسة بين الرجل والمرأة والتي يجب أن تتم تحت رعاية الله سبحانه وتعالى وفق أحكام الشريعة الإسلامية.

ومن ناحية أخرى، يسعون جاهدين لتحقيق سعادتهم الشخصية بغض النظر عن العواقب الدينية والاجتماعية، حتى لو كانت تتضمن انتهاكات لمبادئ الدين والإسلام.

كما وأننا نقضي معظم وقتنا وجهودنا في متابعة آخر صيحات الأزياء والموضة وشراء أحدث الأجهزة الإلكترونية، بينما نتجاهل حقوق الفقراء والمساكين الذين هم أولى بالعطف والمعونة.

إن الإنفاق بسخاء في سبيل رضا الرب جل وعلا لن يجلب إلا البركة والخير لصاحبه وللعالم من حوله.

وفي جانب آخر، نرى كيف أصبح المال مصدر قلق رئيسي لدى الناس، حيث يعملون بلا كلل وبشدة لتحسين وضعهم الاقتصادي والحصول على المزيد منه، لكنهم يهملون جوانبا أخرى مهمة جدا لحياة الإنسان مثل صحته النفسية والعاطفية وحتى روحه وجسده اللذان يحتاجان لقسط وفير من الراحة والاسترخاء لعبادة الخالق عز وجل.

وفي النهاية، يبقى سؤال واحد مطروح بقوة: هل فعلاً نسير على طريق الحق والصواب؟

أم أننا ننشغل بمفاتن الدنيا وزينتها تاركين خلف ظهورنا ما يدوم وينفعنا حقا؟

فلنتذكر دائما بأن الحياة قصيرة وما فيها فانٍ وزائل، أما الأعمال الصالحات فهي الباقية الوحيدة للإنسان بعد موته.

لذلك دعونا نحرص أكثر على طاعة ربنا وتقواه ونتبع سنة رسوله المصطفى محمد ﷺ .

1 تبصرے