إن المستقبل الذي نتصور فيه دورًا أكبر للذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم يحتاج بالفعل لإعادة تقييم جذرية؛ فالتركيز فقط على النجاح الكمي للتكنولوجيا يفتقر لرؤية شاملة لهذا القطاع الحيوي.

إن أخطر ما يمكن تجاهله عند الحديث عن مستقبل تعليمنا هو تأثير الغياب الكامل لعنصر الإنسان وتأثيراته العميقة على الصحة الذهنية والنفسية لطالب القرن الواحد والعشرين.

قد يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على حل مسائل الرياضيات المعقدة وتقديم تفسيرات علمية مبسطة للمفاهيم العلمية الدقيقة، ولكنه لا يستطيع تقديم الدعم العاطفي اللازم للطالب خلال فترة نموه وانفعالاته المختلفة.

كيف سنضمن تحقيق توازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي والحفاظ على عنصر الخبرة البشرية الأساسية؟

هل هناك طريقة لدمجهما معا لتحسين العملية التعليمية عوضا عن فصلهما بشكل قاطع؟

هذه أسئلة تستحق التأني والطرح قبل دفع عجلة التقدم العلمي بلا وعي بالآثار طويلة المدى لمثل هذا القرار المصيري.

وقد حان الوقت لتوجيه نقاشاتنا بعيدا عن رؤوس أقلام التحليل العددية وإلى واقع حياة الشباب الذين هم جوهر أي نظام تربوي ناجح.